كاتب من العالم: مع تشياغو بونسي دي مورايش

01 سبتمبر 2020
تشياغو بونسي دي مورايش
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "أحب العمل على الضائع في الترجمة والضائع في القراءة"، يقول الشاعر والناقد البرازيلي لـ"العربي الجديد".


■ كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟
- تتميّز البرازيل بمشهد أدبي وثقافي متنوع وغزير ومتعدد الأوجه. البرازيل بلد قارّي، لذلك يمكن أن تجد العديد من الأصوات القوية من الشمال إلى الجنوب، ومن الريف إلى المدن الكبرى. هذا المشهد المتنوع لا يمكن اختزاله وتبسيطه بالطبع في مشهد واحد وحسب.  


■ كيف تقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟
- تقوم كتاباتي على استكشاف إمكانيات الشعر الغنائي والأشكال الشعرية الكلاسيكية في الحياة المعاصرة مع مستوى عالٍ من التجريب على صعيد اللغة والأصوات. أُفضّلُ الكتب الأحدث التي كتبتُها بسبب طزاجة البحثِ الذي أُقدّمُه اليوم.

يكمن التحدي في تطوير عمل يتَّسِمُ بجماليات وأخلاقيات عالية


■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟
- تتلخّص مشكلتي الأساسية من الناحية العملية هذه الأيام في الوصول إلى لقاح فعال ضد فيروس كورونا المستجد، وتحديداً في البرازيل، حيث نحتاج إلى علاج ضد الكراهية والمُثل والقيم اليمينية المتطرفة.  


■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟
- أعشق إبداعات الشعب البرازيلي، بصرف النظر عن تنوّع اللهجات والألوان ووجهات النظر وحتى الثقافات داخل ما يمكن أن يطلق عليه "الثقافة البرازيلية". أتمنى أن نتمكّن من مواجهة هذه الموجة من الكراهية وانعدام الحساسية وانعدام التعاطف.
  

■ لو قُيّضَ لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- أعتقد أنني سأتبع المسار نفسه تقريباً: يعجبني مسارُ حياتي بحسناتِه وسيئاتِه. لقد أوصلني هذا المسار بطريقة ما إلى هذه اللحظة بالذات، ولكنني مع ذلك سأبذل جهدي لأكون أكثر انتباهاً ودعماً للآخرين عما كنت عليه في السابق. 


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أتمنى لو كان قادة الدول أكثر إنسانيّة، وأكثر تفهّماً وأقلّ جشعاً. أحلمُ بعالمٍ خالٍ من الحروب والحواجز والأسوار والحدود.

أتمنى أن نواجه موجة انعدام الحساسية وانعدام التعاطف


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
- يصعب اختيار شخصية واحدة فقط، ولكن يسعدني في ما يخصّ الشعر أن ألتقي بالأساتذة الكبار الذين أعتبرهم ثالوثي المقدّس للشعر: الشاعرة الأميركية إميلي ديكنسون، والشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا، والشاعر الروماني بول تسيلان. يمثل هؤلاء الشعراء الثلاثة المعلّمين الحقيقيين بالنسبة لي.


■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟
- أعتقد أن التحدي الأكثر خطورة يكمن في القدرة على تطوير عمل يتَّسِمُ بجمالياتٍ وأخلاقياتٍ عالية، دون أن تتحكّم فيه متطلباتُ السوق أو رغباتُ جمهورٍ معيّن.


■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟
- من أهم القضايا التي تعنيني فكرة إذا ما كانت اللغة أداة تواصل حقيقية، وإذا كانت كذلك فإلى أي درجة وإلى أي مدى؟ أحاول أيضاً عندما أكتب الشعر استكشاف هذه الشقوق والفجوات في الفهم وتعميقها. أحب العمل على الضائع في الترجمة والضائع في القراءة.


■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟
- أتّفقُ إلى حدّ كبير مع هذه العبارة، لأننا بحاجة دائمة إلى عمل المترجمين لجعل الأدب المكتوب بلغة معينة قابلاً للقراءة في عيني قارئ لا يُتقِنُها. أرى أن الأدب البرازيلي متنوّع وغنيّ ويستحقّ أن يُترجم أكثر في جميع أنحاء العالم.


■ كيف تصف علاقتك باللغة التي تكتب فيها؟
- أعشق اللغة البرتغالية البرازيلية، وأعتبرها مختلفة اختلافاً معقولاً عن اللغة البرتغالية [الأوروبية]. أعتقد أنها لغة غنية للغاية، ومليئة بالغموض والمجاز والمعاني المتعددة، وتتمتّع بصوتيّات مدهشة أحاول استكشافها دائماً في شعري.


■ كاتبٌ منسيٌّ من لغتكَ تودّ أن يقرأه العالم؟ 
- يمكنني ذِكرُ العديد من الشعراء البرازيليين الذين لا بد من قراءتهم على نطاق أوسع في الخارج: هيلدا هيلست، وجواو كابرال دي ميلو نيتو، وموريلو مينديز، وأوريديس فونتيلا، وسوزاندرادي. ولا يمكن أن أنسى كلّاً من الروائيَين اللذين يستخرجان الشعر من النثر (أو العكس): عثمان لينس ورضوان نصّار.


■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحب أن تكون صورتك عند قرّائك؟
- أريد أن يتذكرني الجميع كشخص بذلَ جهده في تحدّي اللغة، وما زالت جهوده تمكّنها من التنفس قليلاً. 


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟
- أتمنى أن تَلمسَكَ الصور والأصوات المنقوشة في قصائدي وأن تُحرِّكَك من الداخل، وأن تُؤثّر فيكَ الأثرَ القادر على تغييرك ودفعك لتغيير منظورك للعالم لترغب في قراءته مجدداً بعد قراءة هذه القصائد. 


بطاقة
تشياغو بونسي دي مورايش (Thiago Ponce de Moraes) شاعر وناقد وأستاذ جامعي برازيلي، من مواليد ريو دي جانيرو عام 1986. من مجموعاته الشعرية: "الشبح" (2006)، و"إيماءات كسولة أو لا شيء" (2010)، و"ينحني فوق الضوء" (2016). نُشرت مختارات ثنائية اللغة من شعره بعنوان Glory Box في المملكة المتحدة عام 2016، وسينشر كتابه الجديد هذا العام بعنوان "مساحة للرثاء" Espacelamentos. كما صدر له كتابان نقديان.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون