الكاتب الذي يعتبر أن السعودية حامية الإسلام ويعمل في معهد مقرّب من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، يرى أنها أفضل مكان لاختبار أثر اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويقول ساتلوف، إنه بغضّ النظر عن رد فعل حركة "حماس" و"حزب الله"، فإن السعودية كانت أكثر مكان يُتوقع أن يُعبّر فيه المسلمون عن غضبهم الشديد من جرّاء هذا القرار هو العاصمة السعودية الرياض، "لكن هذا لم يحدث".
وفي التفاصيل التي يرويها الكاتب، يقول: "في الأسبوع الماضي، كنت في الرياض على رأس وفد من أكثر من 50 زميلاً في معهد الدراسات الذي أديره، وفي يوم الأربعاء، قبل ساعات قليلة من إعلان ترامب، أمضينا خمس ساعات في اجتماعات مع ثلاثة وزراء سعوديين مختلفين، وناقشنا كل شيء من أزمات اليمن وقطر ولبنان، مروراً برؤية 2030 الطموحة للمملكة، وانتهاءً بالطرح العام المحتمل لشركة أرامكو النفطية الحكومية".
ويضيف أنه "بحلول ذلك الوقت، كان البيت الأبيض قد أعطى إشارات لدبلوماسيين أجانب ووسائل إعلام بشأن قراره، وبالتالي فإن جوهر الإعلان كان معروفاً جيداً، ولكن على الرغم من ذلك لم يتمّ التلفّظ بكلمة القدس أبداً". وقال ساتلوف مندهشاً: "قلت في نفسي لعل السعوديين يتطرقون إلى هذه القضية في الجلسة الختامية، حتى وصل الأمر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، لكن ما أثار دهشتي أن شفتيه لم تلفظا كلمة القدس قط"، وبدلاً من ذلك راح يتفاخر بالصداقات التي أقامها مع الحاخامات في أوروبا وأميركا، والزيارة التي أجراها مؤخراً إلى كنيس في باريس، والحوار بين الأديان".
ويتابع: "قلت ربما ينتظر السعوديون أن يسمعوا بدقة ما سيقوله ترامب في بيانه، على أمل أن يتراجع في اللحظات الأخيرة، وعندما تلقيّنا تأكيداً في صباح اليوم التالي بعقد لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تيقّنت أننا سنحصل على إجابة قاطعة".
ثم يردف الكاتب: "أردنا مغادرة الرياض بتصوّر واضح حول قضية القدس، فسألناه. وللحفاظ على قدر من السرية، لن أقتبس منه مباشرة، ولكن أستطيع أن أقول: "لقد اقتصرت إجابته على كلمة واحدة، هي التعبير عن خيبة أمله، ثم تحول بسرعة إلى ما يمكن للرياض وواشنطن أن تفعلاه معاً للحدّ من العواقب، واستعادة الأمل في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".
ويلفت الكاتب الأميركي إلى أنه "في ظل أحلك العلاقات الأميركية مع العالم العربي، على مدى عقود، عرض بن سلمان رؤية مختلفة جداً للعلاقة السعودية ـ الأميركية، وإمكانات الشراكة السعودية ـ الإسرائيلية"، ويضيف: "خلافاً لما سمعته من زعماء سعوديين في زيارات سابقة، لم يذكر ولي العهد التوسّع الإسرائيلي، ولا الغطرسة الإسرائيلية وعدم الإنصاف، ولا التعدي الإسرائيلي على الحقوق الإسلامية في القدس. وبدلاً من ذلك، تحدّث عن المستقبل الواعد الذي ينتظر العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية، حالما يتم التوصل إلى السلام، وتلتزم الدولتان من الناحية العملية بتحقيق ذلك".
كان ذلك هو الرأي السعودي الرسمي، توقعنا نقداً قاسياً للولايات المتحدة واستنكاراً شديد اللهجة لما أقدم عليه ترامب، لكننا سمعنا بدلاً من ذلك توبيخاً خفيفاً، ورؤية مستقبلية للشراكة السعودية ـ الإسرائيلية.
(العربي الجديد)