عندما تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سنة 1904، تم طرح فكرة إنشاء بطولة عالمية لكرة القدم في الاجتماع الأول، الذي حضره ممثلون عن 7 دول، وهم: سويسرا، فرنسا، هولندا، إسبانيا، بلجيكا، الدنمارك والسويد. إلا أن الفكرة لم تكلل بالنجاح، بسبب رفض اللجنة الأولمبية هذا القرار، التي خشيت أن تخطف هذه البطولة بريق دورة الألعاب الأولمبية، ولا سيما أن كرة القدم كانت منذ ذلك الوقت الرياضة الأكثر شعبية.
وبعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب العالمية الأولى، تولى المحامي الفرنسي جول ريميه رئاسة الفيفا، وأعاد منذ توليه لمنصبه طرح الفكرة، وتمكن بعد سبعة أعوام، أي سنة 1928 من تنفيذ مشروعه، حين أعلن بشكل رسمي عن ولادة بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي كانت تسمى حينذاك "كأس النصر". وتكفل ريميه بدفع تكاليف صناعة الجائزة من جيبه الخاص، إذ اشترطت لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم وجود جائزة من أجل ضمان مشاركة المنتخبات العالمية بالبطولة المحدثة؛ فكلف ريميه صديقه النحات، أبيل لافلور، بصناعة الكأس الذهبية، التي احتوت على كيلوغرامين من الذهب الخالص، عيار 18 قيراطا. واختار لافلور أن يكون إله النصر عند اليونان رمزاً لمنحوتته، وصوره وهو يرفع يديه فوق رأسه، وجناحاه ينسدلان على جانبيه، وله قاعدة من الرخام مكتوب عليها كلمة FIFA.
بسبب الجهود التي بذلها ريميه، سميت منحوتة كأس العالم القديمة باسمه، التي تحتفظ بها البرازيل منذ سنة 1970، أي حين نالت اللقب الثالث لها بتاريخ البطولة؛ حيث كانت قوانين الفيفا تنص آنذاك على أن المنتخب الذي يحصل على لقب البطولة 3 مرات يحتفظ بالكأس الذهبية. لكن هذا القانون تغير بوقت لاحق، وحرم إيطاليا من الاحتفاظ بالمنحوتة الجديدة لكأس العالم سنة 1982، كما حرمت ألمانيا من الاحتفاظ بذات الكأس سنة 1990.
وتعرضت كأس ريميه عبر تاريخها للعديد من الحوادث الغريبة، كالسرقات والاستنساخ وغيرها، تلك الحوادث التي رسمت حكاية الكأس الذهبية الأولى لكأس العالم بدأت في زمن الحرب العالمية الثانية، حين كانت إيطاليا تحتفظ بالكأس بعد أن حازت على لقب البطولة سنة 1938؛ وقام أوترينو براسي، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد إيطاليا لكرة القدم آنذاك، بسرقة الكأس من المتحف، وخبأها في علبة أحذية تحت سريره، وذلك ليحميها من مطامع القوات المتحاربة، التي كان من الممكن أن تحاول الاستيلاء عليها، قبل أن يعيدها بنفسه عقب انتهاء الحرب.
وتكررت حادثة سرقة الكأس سنة 1966 في إنكلترا، قبل أشهر من انطلاق المسابقة؛ حيث قام أحد اللصوص بسرقة الكأس من قاعة "ويست مينستير" في لندن. لكن تم العثور على الكأس بعد أسبوع من قبل الكلب "بيكلز" الذي تم تكريمه في العام ذاته. وبقيت أحداث هذه القضية مسجلة ضد مجهول حتى هذه السنة، حيث نشرت صحيفة "ميرور" تحقيقاً حول الحادثة، تضمن مقابلة مع غاري كوغلير، ابن أخ السارق سيدني كوغلير الذي توفي سنة 2005. وأقر كوغلير أن عمه قام بعد 3 أيام من السرقة بطلب فدية قدرها 15000 يورو من رئيس نادي تشيلسي ورئيس الاتحاد البريطاني لكرة القدم، جو ميرز، مقابل إعادة الكأس.
وبسبب هذه الحادثة، قام الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بصناعة نسخة طبق الأصل عن كأس ريميه، وذلك من أجل تقديمها في الاحتفالات كإجراء أمني، وأبقت الأمر سرأ؛ لكن الفيفا كشف أمر النسخة المزورة، وطالب الاتحاد الإنكليزي بإتلافها، لكن ذلك لم يتم. وفي سنة 1977 بيعت النسخة المزورة في مزاد علني، ودفع به أكثر من ربع مليون جنيه إسترليني، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم!
اقــرأ أيضاً
وتعد النسخة المزورة التي صنعها الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، هي أقدم نسخة لا تزال موجودة من كأس ريميه؛ حيث أنه، وفي سنة 1970، وعقب انتصار البرازيل بالبطولة للمرة الثالثة واحتفاظها بالكأس، قام مجموعة من اللصوص بسرقة الكأس الأصلية، وقاموا بصهرها وبيع ذهبها لتاجر ذهب أرجنتيني. لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم كلف شركة التصوير العالمية "كوداك" بصناعة نسخة طبق الأصل عن الكأس؛ وقاموا بتقديم هذه النسخة للبرازيل.
وبعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب العالمية الأولى، تولى المحامي الفرنسي جول ريميه رئاسة الفيفا، وأعاد منذ توليه لمنصبه طرح الفكرة، وتمكن بعد سبعة أعوام، أي سنة 1928 من تنفيذ مشروعه، حين أعلن بشكل رسمي عن ولادة بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي كانت تسمى حينذاك "كأس النصر". وتكفل ريميه بدفع تكاليف صناعة الجائزة من جيبه الخاص، إذ اشترطت لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم وجود جائزة من أجل ضمان مشاركة المنتخبات العالمية بالبطولة المحدثة؛ فكلف ريميه صديقه النحات، أبيل لافلور، بصناعة الكأس الذهبية، التي احتوت على كيلوغرامين من الذهب الخالص، عيار 18 قيراطا. واختار لافلور أن يكون إله النصر عند اليونان رمزاً لمنحوتته، وصوره وهو يرفع يديه فوق رأسه، وجناحاه ينسدلان على جانبيه، وله قاعدة من الرخام مكتوب عليها كلمة FIFA.
بسبب الجهود التي بذلها ريميه، سميت منحوتة كأس العالم القديمة باسمه، التي تحتفظ بها البرازيل منذ سنة 1970، أي حين نالت اللقب الثالث لها بتاريخ البطولة؛ حيث كانت قوانين الفيفا تنص آنذاك على أن المنتخب الذي يحصل على لقب البطولة 3 مرات يحتفظ بالكأس الذهبية. لكن هذا القانون تغير بوقت لاحق، وحرم إيطاليا من الاحتفاظ بالمنحوتة الجديدة لكأس العالم سنة 1982، كما حرمت ألمانيا من الاحتفاظ بذات الكأس سنة 1990.
وتعرضت كأس ريميه عبر تاريخها للعديد من الحوادث الغريبة، كالسرقات والاستنساخ وغيرها، تلك الحوادث التي رسمت حكاية الكأس الذهبية الأولى لكأس العالم بدأت في زمن الحرب العالمية الثانية، حين كانت إيطاليا تحتفظ بالكأس بعد أن حازت على لقب البطولة سنة 1938؛ وقام أوترينو براسي، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد إيطاليا لكرة القدم آنذاك، بسرقة الكأس من المتحف، وخبأها في علبة أحذية تحت سريره، وذلك ليحميها من مطامع القوات المتحاربة، التي كان من الممكن أن تحاول الاستيلاء عليها، قبل أن يعيدها بنفسه عقب انتهاء الحرب.
وتكررت حادثة سرقة الكأس سنة 1966 في إنكلترا، قبل أشهر من انطلاق المسابقة؛ حيث قام أحد اللصوص بسرقة الكأس من قاعة "ويست مينستير" في لندن. لكن تم العثور على الكأس بعد أسبوع من قبل الكلب "بيكلز" الذي تم تكريمه في العام ذاته. وبقيت أحداث هذه القضية مسجلة ضد مجهول حتى هذه السنة، حيث نشرت صحيفة "ميرور" تحقيقاً حول الحادثة، تضمن مقابلة مع غاري كوغلير، ابن أخ السارق سيدني كوغلير الذي توفي سنة 2005. وأقر كوغلير أن عمه قام بعد 3 أيام من السرقة بطلب فدية قدرها 15000 يورو من رئيس نادي تشيلسي ورئيس الاتحاد البريطاني لكرة القدم، جو ميرز، مقابل إعادة الكأس.
وبسبب هذه الحادثة، قام الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بصناعة نسخة طبق الأصل عن كأس ريميه، وذلك من أجل تقديمها في الاحتفالات كإجراء أمني، وأبقت الأمر سرأ؛ لكن الفيفا كشف أمر النسخة المزورة، وطالب الاتحاد الإنكليزي بإتلافها، لكن ذلك لم يتم. وفي سنة 1977 بيعت النسخة المزورة في مزاد علني، ودفع به أكثر من ربع مليون جنيه إسترليني، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم!