قُتل زوجها في مخيّم اليرموك.. فخرجت منه

04 مايو 2016
ما من أحد يعينها على الاهتمام ببناتها (العربي الجديد)
+ الخط -

بعدما خسرت كلّ شيء، استطاعت ندى إبراهيم الخروج وبناتها الثلاث من مخيّم اليرموك في سورية. كانت المعارك أشد من قدرتها على الاحتمال. تقول إن زوجها قتل في المعارك، ودمّر بيتها نتيجة قصف الطائرات الحربية.

ندى فلسطينية ولدت في سورية عام 1972، وقد لجأت إلى لبنان قبل نحو عام. تعيش اليوم في غرفة ضيقة ضمن مجمّع سكني في مدينة صيدا (جنوب لبنان). تقول: "قبل مجيئنا إلى لبنان، كانت حياتنا مستقرة وأوضاعنا المادية جيدة. كان لدى زوجي محله الخاص الذي يبيع فيه الدخان. وكنا نملك بيتاً. وبعدما قصفت الطائرات الحربية منطقتنا وقتلت زوجي، تركنا مخيم اليرموك ولجأنا إلى لبنان بسبب خوف بناتي من القصف المتواصل".

تضيف: "قبل أن نأتي إلى لبنان، نزحنا إلى دمّر في دمشق. بعدها جئنا إلى لبنان. في سورية، كنّا نحصل على بعض المساعدات من جمعية الهلال الأحمر وغيرها من الجمعيات التي تعمل على تأمين معونات للنازحين من أماكن الاقتتال. وبعد مجيئنا إلى لبنان، لم تنقطع المساعدات عنّا من الهلال الأحمر الفلسطيني وبعض المؤسسات اللبنانية". تشير إلى أنها تعتمد على المعونات التي تحصل عليها من المؤسسات بشكل كامل، لأنها لا تستطيع العمل بسبب معاناتها من آلام في ظهرها. وتلفت إلى أنه لم يعد لديها أي معيل، علماً بأن بناتها ما زلن صغيرات، وأكبرهن تبلغ من العمر اثني عشر عاماً، فيما لا يتجاوز عمر الصغرى الثمانية أعوام.

تتابع إبراهيم: "بعد وصولنا إلى لبنان، لجأنا إلى منزل أهل زوجي، الذين نزحوا قبلنا إلى لبنان. لكن منزلهم كان ضيّقاً جداً، ولا يسعنا جميعاً، فانتقلنا إلى العيش في غرفة في المجمع". توضح أن أفراد أسرتها يعيشون في منطقة عبرا في شرق مدينة صيدا، وتحتاج والدتها إلى من يهتم بها طوال الوقت. تزورها من حين إلى آخر وتحاول مساعدتها.

كل شهر، تنتظر ندى الحصول على المعونات، إلا أنها غالباً ما تستدين لتأمين احتياجات بناتها. تقول: "عليّ تأمين احتياجاتهن المدرسية". تحلم فقط بأن يكون لديها منزل "لأن البنات يكبرن والغرفة التي يقمن فيها ضيقة جداً، ولا نعرف إذا كانت الحرب ستنتهي قريباً". يضايقها أن عائلة زوجها لا تسأل عنها وعن بناتها، على الرغم من ظروفهن المادية الصعبة. توضح: "يكتفون بالاتصال بنا بين الحين والآخر للاطمئنان علينا، من دون أن يفكروا للحظة في إرسال مبلغ من المال لمساعدتنا على تدبّر أمورنا".

المساهمون