في سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير الواقعة شماليّ الهند، تجهد المرأة الكشميرية في حرق أوراق القيقب الذهبية للحصول على الفحم. هذا ما اعتادت فعله في كلّ فصل خريف مذ كانت طفلة. على مقربة منها، خارج إطار الصورة، أحفاد لها يلهون بتلك الأوراق التي تساقطت من على أغصان أشجار القيقب الوارفة، تماماً مثلما كانت تفعل وهي صغيرة قبل أن ينبّهها صوت والدتها إلى ضرورة الإسراع في جمع الأوراق قبل حلول المساء.
فصل الخريف في ولاية جامو وكشمير من أجمل فصول السنة، لا بل أجملها بالنسبة إلى أهلها، إذ إنّ المنطقة تتلوّن بالأحمر والخمريّ والذهبيّ والأصفر القرمزيّ بالإضافة إلى الأخضر وغيره. هناك، تمتدّ الغابات على مساحات شاسعة، لتفرش أوراقها الملوّنة الأرض في هذا الفصل. وفي حين يحاول السكان الاستفادة قدر الإمكان من تلك الأوراق، لا سيّما أوراق القيقب، فيعمدون إلى حرقها بهدف تهيئتها لفصل الشتاء، فإنّ الأطفال يستغلّون ذلك للهو بها.
تجدر الإشارة إلى أنّ أوراق أشجار القيقب لا تأتي ذهبيّة فحسب، بل كذلك بألوان مختلفة، لا سيّما الأحمر منها الذي تشتهر به كندا، فورقة قيقب حمراء تتوسّط علمها الوطني. والقيقب بحسب الخبراء يأتي بنحو 125 نوعاً، والاستفادة منه ممكنة في أكثر من مجال. وفي هذا السياق، يشتهر شراب القيقب الذي يُعَدّ محلياً بديلاً عن السكر يُستخدم في صناعة الحلويات.
(العربي الجديد)