قيس سعيد يلتقي زعماء الأحزاب التونسية: الأولوية للمطالب الاجتماعية والاقتصادية

26 أكتوبر 2019
طلب سعيد "تغليب المصلحة الوطنية" (Getty)
+ الخط -
شرع الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد في عقد لقاءات مع رؤساء الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية. ودون الغوص في تفاصيل مشاورات تشكيل الحكومة، اعتبر سعيد أن المصلحة الوطنية "يجب أن تكون عنوان المرحلة المقبلة"، مؤكداً على أن الأولوية "لتلبية المطالب الاجتماعية والاقتصادية".

وكانت أولى لقاءات الرئيس المنتخب مساء أمس الجمعة في قصر قرطاج برئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، حيث قال الأخير إن اللقاء "مثّل مناسبة جدّد فيها تهانيه للرئيس المنتخب على ما حظي به من تفويض كبير من الناخبين التونسيين"، وأكّد على "أهميّة هذه الشرعيّة الواسعة في جمع كلمة التونسيين وإعطاء مزيد من الأمل للشباب".

كما أضاف الغنوشي أنّه أطلع رئيس الدولة على النتائج الأولية للمباحثات التي أجراها حزبه مع عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنيّة في إطار تكوين الحكومة الجديدة بالإضافة إلى سبل دعم العلاقات في الفضاء المغاربي وتعزيز دور تونس في تحقيق السلام في ليبيا الشقيقة.

من جانبه، جدّد قيس سعيد التأكيد على دوره الجامع لكلّ التونسيين والضامن لوحدتهم خدمة للمصلحة الوطنية، كما شدّد على أهمية اعتماد معيار الكفاءة في تكوين الحكومة الجديدة وتقديم برنامج في مستوى طموحات التونسيين، بعيداً عن كل المحاصصات الحزبيّة.

وأضاف الغنوشي، في تصريح صحافي عقب انتهاء اللقاء، أن علاقات تونس المغاربية وضرورة تطويرها كانت محل نقاش بينهما. وأفاد ذات المتحدث أنه وجه الدعوة لرئيس الجمهورية لتفعيل الاتفاقات التونسية مع الدول المغاربية وتحريك السلم في ليبيا والقيام بدور من طرفه "باعتبار ذلك واجباً أخوياً".

وعبرت "النهضة" عن استعدادها الكامل للتفاعل مع الرئيس في عدة ملفات من بينها تفعيل الدستور وما يحقق المصلحة العامة، وأحاط الغنوشي رئيس الجمهورية بالخطوات التي قطعتها "النهضة" في إطار تشكيل الحكومة الجديدة والحوارات بينها وبين شركائها السياسيين من أحزاب ومنظمات اجتماعية.

وأبرز سعيد في هذا الصدد عزمه دفع هذه المساعي إلى الأمام وتشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن.

ومثلت هذه العناوين محور اللقاء بين قيس سعيد ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي، رغم أن هذا الأخير كان أعلن عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية أنه غير معني بمسار تشكيل الحكومة وأن حزبه في المعارضة ولا يقبل التحالف مع الحزب الفائز بأغلبية البرلمان كمسألة مبدئية من مبادئ الحزب.

وذكرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية في بيان صدر عقب اللقاء أن سعيد "شدد على ضرورة تغليب جميع الأطراف للمصلحة الوطنية والتسريع بتكوين حكومة جديدة تنكب على إيجاد الحلول اللازمة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية الحارقة وتلبّي آمال التونسيين في الشغل والكرامة الوطنية، بعيداً عن كل أشكال المحاصصة الحزبية وفي إطار الاحترام التام لمقتضيات الدستور".

وفي سياق لقاءات الرئيس التونسي أيضاً، التقى سعيد بقياديين من حزب "التيار الديمقراطي"، الذي عبّر عن دعمه لرئيس الجمهورية، وعن استعداده للتفاعل مع مبادراته.

وقال نائب أمين عام حزب "التيار" محمد الحامدي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الحزب التقى الرئيس بطلب منه في إطار لقاءاته بالأطراف الفائزة في البرلمان، "وتداول الطرفان الاستحقاقات التي ينتظرها التونسيون خلال الفترة المقبلة وفي مقدمتها تشكيل الحكومة".

ولم يتطرق اللقاء بالتفاصيل حسب الحامدي إلى مشاورات الحكومة مراعاةً من الرئيس لصلاحياته الدستورية خلال هذه الفترة التي تقتصر على دعوة "النهضة" وتكليفها رسمياً بتكوين الحكومة وذلك عقب الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وألا يتدخل إلا إذا أخفقت وإثر انتهاء الأجل الممنوح لها.

بيد أن التيار "قدم للرئيس أهم النقاط التي يراها ضرورية من أجل حكومة إنجاز وطني، وأهم مقومات نجاح برنامج عملها وفي مقدمتها مكافحة الفساد والشروع في إصلاح حقيقي"، على حد تعبير الحامدي.

المساهمون