وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المالكي يستبق الحملات الانتخابية من خلال ترويجه لمشروع الأغلبية السياسية في البلاد"، مبيناً أنّه "بالتعاون مع أذرعه في الكتل الأخرى يسعى لكسب المؤيدين من داخل التحالف الوطني وخارجه".
وأضاف أنّ "المالكي يعقد اجتماعات مستمرّة مع شيوخ عشائر من مناطق العراق كافة، كما يواصل لقاءاته مع المسؤولين الكرد في الكتل المعارضة لتوجهات رئيس الإقليم مسعود البارزاني"، ولفت إلى أنّ المالكي "استطاع استمالة الكثير من القادة المجتمعيين، وشيوخ العشائر لتجنيدهم للترويج لمشروع الأغلبية السياسية".
وأشار المصدر نفسه إلى أنّ "المالكي يستخدم كافة الوسائل لإنجاح مشروعه، ومنها الأموال والرشى"، مبيناً أنّه "يعتبر الانتخابات المقبلة هي فرصته الأخيرة للعودة إلى الحكم، وهو يبذل كل ما بوسعه لاستغلالها والنجاح فيها".
ويعوّل المالكي على أذرعه في الكتل السياسية، وهم مؤيدوه في كتل التحالف الوطني وتحالف القوى والكرد، ويعمل هؤلاء بالتنسيق معه، وفقاً لرؤية استراتيجية وضعها لهم، ويسعى الجميع إلى كسب التأييد لمشروع حكومة الأغلبية.
من جهته، أكد القيادي في حزب البارزاني، النائب عرفات كرم، أنّ "الكرد سيقضون على مشروع المالكي الخطير".
وقال كرم، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المالكي يعتبر أنّه هو الأولى من غيره في أن يكون حاكماً للعراق، ويحاول أن يعود إلى سدّة الحكم بكل الطرق"، مبيناً أنّ "مشروع الأغلبية السياسية الذي يطرحه المالكي ويحشّد له لن يخدم البلاد، بل على العكس تماماً سيكون مشروعاً خطيراً، وهو محاولة لبناء دولة أيديولوجية مذهبية في البلاد، يتزعمها المالكي وفقاً لما يخطط له".
ورأى أنّ "هذا المشروع لن ينجح، ولا يمكن له أن ينجح، لأنّ العراق بلد مكونات، ولأنّ حكومته بنيت على مبدأ التوافق السياسي، ولأنّ المشروع الجديد سيسلب حقوق الكثير من المكونات العراقية ومنها الكرد وسيهمشها".
وأضاف كرم: "إنّنا سنقضي على هذا المشروع، ولدينا تحركات للقضاء عليه وإفشاله"، مؤكداً أنّ "مراهنة المالكي على بعض أذرعه من تحالف القوى ومن الكرد، هي مراهنة فاشلة، ولا قيمة لها، وأنّ هؤلاء لن يستطيعوا الترويج له وإنجاح مشروعه".
يشار إلى أنّ المالكي يعمل على شق الكتل الكردية وتقسيمها، والحصول على تأييد الكتل المعارضة منها لرئيس الإقليم، مسعود البارزاني، كما يسعى إلى كسب بعض الجهات من تحالف القوى وكتل التحالف الوطني لإنجاح مشروعه.