قيادي بـ"داعش" يكشف تفاصيل الاتفاق مع "قسد" في الباغوز

26 فبراير 2019
يتحصن "داعش" في الأمتار الأخيرة من مناطق سيطرته (Getty)
+ الخط -
نشرت شبكة سورية محلية مقطعاً صوتياً لمن قالت إنه قيادي في "داعش" الإرهابي تضمّن تفاصيل الاتفاق مع مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بشأن المدنيين وعائلات مقاتلي التنظيم المحاصرين في بلدة الباغوز، في ريف دير الزور، شرقي سورية.

ومن أهم البنود التي تضمنها التسجيل الصوتي فتح ممر آمن للمدنيين ومن يرغب بالخروج من الباغوز، ووقف المعارك إلى حين الانتهاء من العملية، على أن يقاتل من يبقى من العناصر إلى النهاية.

ونص أيضاً على عدم إخضاع العوائل إلى التحقيق، إضافة إلى إعطائها تصريحات رسمية بغرض الإقامة في مناطق "قسد" ومن ثم نقلها إلى المخيمات.

كما أشار إلى أن العائلات غير السورية مِن زوجات وأبناء عناصر التنظيم تخيّر بين البقاء في المخيم أو الخروج منه، وإيصالها إن رغبت لمناطق خارجة عن سيطرة المليشيا.


وأضاف أن الاتفاق ينص على إرسال شاحنات صغيرة لنقل الجرحى والمصابين، وعلاجهم داخل مستشفيات "قسد"، وإخراجهم بعد انتهاء العلاج متى ما أرادوا ذلك، ومن ثم إعطائهم تصريحات رسمية لتسهيل حركتهم وتنقلهم.

ولفت القيادي في التسجيل إلى أنه تم الاتفاق على أن يعامل المسنون فوق الـ40 عاماً معاملة الجرحى ويخضعون للتحقيق وتؤخذ بصماتهم على أن لا يتم تسليمها للتحالف الدولي.

وما زال المئات من عناصر "داعش" يتحصنون في بضع مئات من الأمتار المربعة قرب بلدة الباغوز، وسط قصف جوي ومدفعي من قبل التحالف الدولي و"قسد".

وتحاول المليشيا القضاء على التنظيم بدعم من التحالف الدولي، في محافظة دير الزور، حيث أطلقت معركة منذ عدة أشهر قلّصت بنتيجتها سيطرته إلى نحو 1 في المائة.


التحالف يواصل نقل المدنيين

بالتوازي مع ذلك، وصلت اليوم دفعة جديدة من المدنيين وعائلات مقاتلي تنظيم "داعش" نقلوا بشاحنات من منطقة الباغوز في ريف دير الزور إلى مخيم الهول الخاضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن سبعة وعشرين شاحنة تحمل عشرات المدنيين وعائلات مقاتلي تنظيم "داعش" وصلت إلى مخيم الهول جنوب شرق الحسكة قادمة من الجيب المحاصر في منطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.

وقال الناشط "محمد الجزراوي" لـ"العربي الجديد" إن الدفعة الأخيرة ضمت نازحين من مناطق مختلفة كانوا يقطنون في المخيمات التي تمترس "داعش" بها في منطقة الباغوز، كما ضمت عائلات تنظيم "داعش" من الجنسيات الروسية والأوزبكية والإندونيسية.

وفي حين وردت أنباء تقول إن عدد الخارجين اليوم من الباغوز أكثر من ألفي شخص؛ أشار الجزراوي إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة للخارجين ويقدر أن كل شاحنة تحمل ما بين عشرين إلى خمسين شخصًا، حيث يقوم التحالف بنقل الخارجين على دفعات صغيرة بسبب عمليات التحقيق والتفتيش الدقيق التي يقوم بها قبل نقلهم إلى المخيم ونقل المقاتلين إلى السجون في حقول النفط ومناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية".

وأضاف الناشط أن هناك معلومات تتحدث عن أن التحالف الدولي يواصل عملية التفاوض مع التنظيم بهدف معرفة مصير مجموعة من الأيزيديين العراقيين مختطفات لدى التنظيم، ويعتقد أنهن ما زالن على قيد الحياة لدى التنظيم ومن المرجح أنه يحتجزهن في الباغوز.

ويشار إلى أن المنطقة تشهد هدوءًا تامًا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث توقفت الاشتباكات وعمليات القصف في ظل استمرار خروج المدنيين واستسلام عناصر "داعش" من الجيب الأخير الخاضع للتنظيم في دير الزور.

من جانب آخر، دخل رتل مؤلف من عشرات الشاحنات إلى قاعدة تابعة للتحالف الدولي في منطقة عين العرب "كوباني" الخاضعة لسيطرة مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردي" شمال شرق حلب.

وقالت مصادر مقربة من "قسد" إن الرتل يحمل مساعدات عسكرية ولوجستية يقدمها التحالف لـ"قوات سورية الديمقراطية"، وكانت القافلة قد جاءت من العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.

وتتلقى "قسد" الدعم من واشنطن، وتشكل عمودها الفقري مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردي" المصنفة على لوائح التنظيمات الإرهابية من قبل تركيا والمعارضة السورية.