وجاء تسجيل القيادي بعنوان "كي لا تغرق السفينة"، وبهدف "الإصلاح"، وفق ما قاله خلال حديثه الذي تم بثه على شبكة الإنترنت.
وقال أشداء، وهو قيادي عسكري في فصيل الهيئة وليس منشقا عنها، إن "هيئة تحرير الشام" تحولت إلى فصيل "عادي" مثله مثل بقية الفصائل، و"لم تستطع حماية المحرر" من تقدم النظام، مرجعا السبب إلى "تقصير قياديي الهيئة" على الرغم من "بسالة" الجنود والأفراد في القتال.
وأضاف أن "الهيئة لم تعد مشروع أمة.. بل استبد بها أشخاص وحولوها لحقل تجارب شخصية"، مضيفا أن من يتحكمون بالهيئة يتهمون كل من يخالفهم في الرأي بـ"الخيانة".
وتحدث القيادي عن "نظرة سطحية" من قبل قيادة الهيئة للمعركة، مشيرا إلى أن ذلك من أهم أسباب التراجع أمام النظام في معركة إدلب، مؤكدا على أن الهيئة "أهملت التحصين والتخطيط، ولم تنفق على الرغم من امتلاكها المال الكثير".
وذكر أن القياديين في الهيئة حولوا الأخيرة إلى "كيان طارد للكفاءات، فضلا عن الفساد في تسليم المناصب بحسب الولاء للقياديين".
وقال إن "الهيئة لا تمنح المقاتلين قروضا مالية على الرغم من فقرهم، كما أن معظم المقاتلين القدماء تركوا القتال بسبب الفقر، ومعظم عناصر الهيئة باتوا من المهجرين"، موضحا أن الهيئة "أهملت المجتمع ولم تهتم بمتطلباته في ظل الحملات الشرسة التي يقوم بها النظام بدعم روسي".
وأشار إلى وجود فساد مالي في الهيئة، حيث تلقت الأخيرة أموالا كثيرة، فضلا عن سيطرتها على كل موارد المحرر، وأهمها المعابر، وعلى الرغم من كل ذلك فـ"الهيئة لا تشغل إلا جزءا بسيطا من الجبهات".
وتأتي تلك التصريحات من القيادي في ظل إشاعات عن مفاوضات تدور بهدف حل الهيئة وحكومة الإنقاذ التابعة لها. وتعبّر تصريحات القيادي عن وجود خلافات بالهيئة.
يذكر أن "هيئة تحرير الشام" تشكلت في يناير/ كانون الثاني 2017 من اندماج عدة فصائل عسكرية مع تنظيم "فتح الشام"، وتعرضت لاحقا لعدة عمليات انشقاق.