قيادات أمنية موالية للمالكي تعرقل قرارات العبادي

16 سبتمبر 2014
المالكي اختار ضباطاً مقربين منه لتثبيت سلطته(علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر سياسي عراقي لـ"العربي الجديد"، عن نفوذ واسع لا يزال يملكه رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، داخل قيادات الأجهزة الأمنية، التي تحاول تعطيل قرارات رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي. 

وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن "القادة الأمنيين الذين لا يزالون على رأس هرم الأجهزة الأمنية العراقية، يدينون بالولاء للرئيس السابق للوزراء نوري المالكي، ويأتمرون بأوامره". وأضاف أنّ "تلك القيادات النافذة تحاول الاعتراض على قرارات الرئيس الحالي حيدر العبادي، وتمكّنت من خرق بعضها".

وأشار المصدر نفسه إلى أن "علاقة المالكي لا تزال مستمرة مع تلك القيادات، ويحاول من خلالها تمرير أجندته الخاصة وإفشال قرارات العبادي وعدم نجاحها، لأن نجاح الحكومة الجديدة سيثبت فشل السابقة".
وأكد أنّ "العبادي يحاول تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وهو على علم باستمرار تلك القيادات في ولائها للمالكي، لكنه يخشى من أي تصرف يُقدم عليه قد تكون له نتائج خطيرة على حكومته، خصوصاً مع سيطرة تلك القيادات على الأجهزة الأمنية".

وخلال فترة حكمه، عيّن المالكي ضباطاً على رأس الأجهزة الأمنية، وأغدق عليهم العطايا لتدعيم سلطته، ومنحهم امتيازات كبيرة وقطع أراض، كما منح بعضهم رتباً عسكرية عالية لضمان ولائهم لاحقاً.
ويحاول القادة الأمنيون خرق قرار العبادي الأخير بإيقاف قصف المدن التي كان المالكي قد أصدر توجيهات بقصفها. وقد أبدى مسؤولون مقربون من المالكي امتعاضهم من قرار وقف القصف، مؤكدين أن الأمر يحتاج إلى عملية تفكيك وتفصيل كبير للمدينة التي يوجد فيها مدنيون، داعين إلى ضرب أماكن تواجد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في تلك المدن عن طريق الأسلحة الذكية.

ويواجه العبادي تحدياً خطيراً، متمثلاً في محاولته إثبات حسن النية للفرقاء السياسيين ليكسب تعاونهم ودعمهم في المرحلة الراهنة. ويحاول في المقابل إحداث تغيير على نهج سلفه، الذي أثار حفيظة الشعب والكتل السياسية الأخرى. وفي الوقت نفسه، يواجه صعوبة في حل مشكلة اختراق أنصار المالكي لأغلب أجهزة الدولة الحساسة.

في غضون ذلك، تجدّد قصف الجيش على مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، مما أسفر عن سقوط 17 قتيلاً وجريحاً. وقال مصدر طبي من المستشفى لـ"العربي الجديد": إن "المستشفى استقبل أمس الثلاثاء جثتي طفلين، و15 جريحاً بينهم خمس نساء"، مبيناً أن "الضحايا سقطوا بقذائف هاون على منطقتي جبيل والنزال وسط الفلوجة".


المساهمون