27 ابريل 2016
قيادات "فتح" غائبة عن الشارع
بدا واضحاً، في أثناء العدوان الهمجي على قطاع غزة، وفي ساعات القتل الجماعي للأطفال والنساء، ومع تدمير بيوت الناس على رؤوسها؛ ألّا سند للفلسطينيين من الخارج. فلا يُرجى مدد من الإقليم، ولا كبحاً لإسرائيل من القوى الدولية. بات الفلسطينيون يعلمون ذلك جيداً، وأصبح قرارهم أن يعتمدوا على أنفسهم، أولاً، وأن يقاوموا بالمتاح لهم من النيران، ما دام عدوهم يستبيح حياتهم، ويزهق روح الطفل الرضيع، والطفل القاصر، والمرأة والشيخ، قبل روح المقاوم. ومن ذا الذي يختار الكف عن المقاومة، إن كان الخيار أن يُضرب الشعب الفلسطيني بوحشيةٍ، وبلا تمييز، وفي أي موضع، من دون أن يرد عليه طرف بأي نيران، أو أن يُضرب بالنيران المتاحة، ويلجأ سكانه إلى الأقبية، وتنطلق عندهم صفارات الإنذار ويتوجسون خيفة من الرد فلسطيني؟ هنا، يصبح أمر إطلاق القذائف الصاروخية، على محدودية تأثيرها، أو على ضعف قدرتها التدميرية؛ جواباً لا بد منه على القتل الرقمي من الجو في غزة. وفي الحقيقة، عندما يقترف المحتلون الإسرائيليون كل هذه الفظاعات من الجو؛ يبرهنون على جبنهم، فوق البرهنة على لا إنسانيتهم. ذلك لأنهم لجأوا إلى الطيران، وينفذون قتلاً جماعياً، يعرف الطيارون الذين يقترفونه، أنه يطال أطفالاً ونساءً، لا يرونهم بأم العين، ولا يقاتلونهم، ولا ينصبون منصات إطلاق القذائف الصاروخية لقصفهم. ولكي لا يُفتضح المفتَضح، يزعمون أن المنازل التي يقصفونها، ويقتلون ساكنيها، نَصبَتْ فوق أسطحها منصات إطلاق، وهم كاذبون، مثلما هم الجبناء دائماً!
الفلسطينيون، اليوم، مضطرون لاستجماع إرادتهم الوطنية، ونسجل، هنا، الغياب المعيب واللافت لقيادات حركة "فتح" في الضفة الفلسطينية. مطلوب منهم الكثير، وأقل المطلوب ما زال ناقصاً. فأين الحضور الطليعي لأعضاء مركزية "فتح" وأعضاء مجلسها الثوري، وهو الحضور المفترض في مثل هذه الظروف؟ فبينما القيادات السياسية للمقاومة في غزة، تتحاشى الظهور والتحرك في أثناء القصف، أليس واجباً أن يخرج، عبر وسائل الإعلام، من لا قصف يطالهم، لكي يعبروا عن الموقف الفلسطيني، ولكي يفضحوا الجرائم؟ لماذا لا يُشاهد هؤلاء على رأس التظاهرات إذا وجدت، أو على رأس تظاهرات ينظمونها، ويوجدونها بأنفسهم ضد العدوان على جزء من وطنهم، وعلى جزء من شعبهم، وضد القتل بدم بارد لأطفال فلسطين. إن لم يكونوا غير قادرين على الاضطلاع بتظاهراتٍ صاخبةٍ، ربما تعرضهم لعسف الاحتلال، وهم المتنعمون، فلتكن تظاهراتٍ ليليةً رقيقةً بالشموع واللافتات، تأسياً على الأطفال. الحركات الوطنية الحيّة لا تغيب عن وقائع نزف دم شعبها. لم يعد أمام حركة "فتح" في الضفة، إلا أن تتصرف كحركة رائدة، وإلا فستخسر مساحاتٍ لن تعوضها من ثقة الجماهير الشعبية. فعلى الرغم من مآخذنا على اللجنة المركزية، والضعف الذي أظهرته، إلا أنها مطالبة بالقيام بواجبها، لنرى أعضاءها، وفي الطليعة منهم ذوو "مهمات السفر" الدائمة والموازنات السمينة، على رأس التظاهرات المنددة بالعدوان، والمعبرة عن وحدة الدم الفلسطيني، ووحدة المصير، والمعبرة عن الرأي العام الفلسطيني حيال العدوان الدامي.
مثل هذه التظاهرات التي تعكس الغضب الشعبي الفلسطيني، من شأنها أن تعزز الطلب الرسمي الفلسطيني من الأمم المتحدة بالحماية. وقد حدثت مثل هذه التظاهرات في هونغ كونغ وعشرات المدن في القارات، ولن يغفر الشعب الفلسطيني لقيادة "فتح" استنكافها عن عملٍ لم يتلكأ القطب اليساري المصري، خالد علي، في القيام به سريعاً في القاهرة، بينما لم تقم به قيادة "فتح" في بلادها. لن يغفر لنا شعب فلسطين هذا الكساح الذي يلمسه القاصي والداني. إن هذه الحرب المجنونة ليست كسابقاتها، فالشعب الفلسطيني في مرحلة تحديد خياراته، على مستوى الفصائل والقوى. والقيادة الفلسطينية ليست مجرد نادٍ سياسي، يُصدر بياناً، وإنما هي قائمة على حياة ومصير شعب يتعرض للإبادة.
لا ننسى في انتفاضة الأقصى، عندما كان القيادي الوطني، مروان البرغوثي، يتصدر المشهد، ويعبر، عبر وسائل الإعلام، عن موقف الشعب الفلسطيني كله. كان المحتلون يلاحقونه، فيما كان آخرون أعلى منه مرتبة تنظيمية يتحركون ببطاقات الشخصيات المهمة. كانوا أيامها مستريحين، يعللون جسارة مروان في أدائه لواجبه، بتعليلات كلما تذكروها الآن، بعد 12 عاماً من وجوده في السجن؛ خجلوا من أنفسهم وتنصلوا. اليوم أعضاء مركزية "فتح" ليسوا مستريحين. سكونهم يُحسب عليهم، ويؤخذ سبباً لانكفاء الزخم الشعبي المنظم. أي إنهم يتحملون مسؤولية جسيمة. ننصحهم بالخروج فوراً إلى الشارع، لإسناد المقاومين سياسياً وشعبياً (ونقول إلى الشارع، وليس إلى لواقط صوت الفضائيات). فليس أقل من يكونوا في فلسطين، قدوة للآخرين في خارج فلسطين، وأن يكون المعنيون والمكلفون قيادياً، قدوة للمواطنيين العاديين غير المكلفين. فلا بد من إعلاء الصوت، لرفع سيف النيران عن رقاب شعبهم.
الفلسطينيون، اليوم، مضطرون لاستجماع إرادتهم الوطنية، ونسجل، هنا، الغياب المعيب واللافت لقيادات حركة "فتح" في الضفة الفلسطينية. مطلوب منهم الكثير، وأقل المطلوب ما زال ناقصاً. فأين الحضور الطليعي لأعضاء مركزية "فتح" وأعضاء مجلسها الثوري، وهو الحضور المفترض في مثل هذه الظروف؟ فبينما القيادات السياسية للمقاومة في غزة، تتحاشى الظهور والتحرك في أثناء القصف، أليس واجباً أن يخرج، عبر وسائل الإعلام، من لا قصف يطالهم، لكي يعبروا عن الموقف الفلسطيني، ولكي يفضحوا الجرائم؟ لماذا لا يُشاهد هؤلاء على رأس التظاهرات إذا وجدت، أو على رأس تظاهرات ينظمونها، ويوجدونها بأنفسهم ضد العدوان على جزء من وطنهم، وعلى جزء من شعبهم، وضد القتل بدم بارد لأطفال فلسطين. إن لم يكونوا غير قادرين على الاضطلاع بتظاهراتٍ صاخبةٍ، ربما تعرضهم لعسف الاحتلال، وهم المتنعمون، فلتكن تظاهراتٍ ليليةً رقيقةً بالشموع واللافتات، تأسياً على الأطفال. الحركات الوطنية الحيّة لا تغيب عن وقائع نزف دم شعبها. لم يعد أمام حركة "فتح" في الضفة، إلا أن تتصرف كحركة رائدة، وإلا فستخسر مساحاتٍ لن تعوضها من ثقة الجماهير الشعبية. فعلى الرغم من مآخذنا على اللجنة المركزية، والضعف الذي أظهرته، إلا أنها مطالبة بالقيام بواجبها، لنرى أعضاءها، وفي الطليعة منهم ذوو "مهمات السفر" الدائمة والموازنات السمينة، على رأس التظاهرات المنددة بالعدوان، والمعبرة عن وحدة الدم الفلسطيني، ووحدة المصير، والمعبرة عن الرأي العام الفلسطيني حيال العدوان الدامي.
مثل هذه التظاهرات التي تعكس الغضب الشعبي الفلسطيني، من شأنها أن تعزز الطلب الرسمي الفلسطيني من الأمم المتحدة بالحماية. وقد حدثت مثل هذه التظاهرات في هونغ كونغ وعشرات المدن في القارات، ولن يغفر الشعب الفلسطيني لقيادة "فتح" استنكافها عن عملٍ لم يتلكأ القطب اليساري المصري، خالد علي، في القيام به سريعاً في القاهرة، بينما لم تقم به قيادة "فتح" في بلادها. لن يغفر لنا شعب فلسطين هذا الكساح الذي يلمسه القاصي والداني. إن هذه الحرب المجنونة ليست كسابقاتها، فالشعب الفلسطيني في مرحلة تحديد خياراته، على مستوى الفصائل والقوى. والقيادة الفلسطينية ليست مجرد نادٍ سياسي، يُصدر بياناً، وإنما هي قائمة على حياة ومصير شعب يتعرض للإبادة.
لا ننسى في انتفاضة الأقصى، عندما كان القيادي الوطني، مروان البرغوثي، يتصدر المشهد، ويعبر، عبر وسائل الإعلام، عن موقف الشعب الفلسطيني كله. كان المحتلون يلاحقونه، فيما كان آخرون أعلى منه مرتبة تنظيمية يتحركون ببطاقات الشخصيات المهمة. كانوا أيامها مستريحين، يعللون جسارة مروان في أدائه لواجبه، بتعليلات كلما تذكروها الآن، بعد 12 عاماً من وجوده في السجن؛ خجلوا من أنفسهم وتنصلوا. اليوم أعضاء مركزية "فتح" ليسوا مستريحين. سكونهم يُحسب عليهم، ويؤخذ سبباً لانكفاء الزخم الشعبي المنظم. أي إنهم يتحملون مسؤولية جسيمة. ننصحهم بالخروج فوراً إلى الشارع، لإسناد المقاومين سياسياً وشعبياً (ونقول إلى الشارع، وليس إلى لواقط صوت الفضائيات). فليس أقل من يكونوا في فلسطين، قدوة للآخرين في خارج فلسطين، وأن يكون المعنيون والمكلفون قيادياً، قدوة للمواطنيين العاديين غير المكلفين. فلا بد من إعلاء الصوت، لرفع سيف النيران عن رقاب شعبهم.