بدأت قوات النظام السوري، منذ الساعات الأولى لليوم الثلاثاء، هجوماً مضاداً واسعاً من قرية جورين التابعة لسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي مسنودة بغطاء بري وجوي، لاستعادة قرى عديدة خسرتها لصالح "جيش الفتح" في الأيام الماضية.
وأفاد حكم أبو ريان، المتحدث الرسمي باسم مركز حماة الإعلامي لـ "العربي الجديد" بأن "النظام بدأ الهجوم فجر اليوم الثلاثاء عبر تمهيد مدفعي وصاروخي مع قصف مروحي بالبراميل المتفجرة بدأه على قرية خربة الناقوس التي سيطر عليها، ليتقدم بعد ذلك باتجاه المنصورة وتل واسط، في ظل اشتباكات عنيفة تدور مع مقاتلي المعارضة".
وكان "جيش الفتح" قد أوقف الهجوم مؤقتاً على ما تبقى من القسم الغربي لسهل الغاب، بعد استهداف انتحاري تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" اجتماعا للقادة العسكريين لحركة "أحرار الشام" الإسلامية، والذي راح على إثره أهم القادة العسكريين.
من جانبه، أقر أبو عبد الحموي، عضو مكتب القيادة في "أجناد الشام" التابعة لـ "جيش الفتح" بأن "النظام أخذ بعض المناطق بسبب الضغط الجوي المكثف"، لكنه أشار إلى أن " قرية الزيارة لم تؤخذ بشكل كامل، فالمواجهات لا تزال دائرة حتى الآن، ومعركة الغاب فيها صد وردّ وكرّ وفرّ، ولو تقدم النظام فإن انسحابه منها سيكون أسرع من تقدمه".
وأرجع الحموي أسباب تراجع "جيش الفتح" خلال تصريحات لـ "العربي الجديد" إلى "تقدم داعش في ريف حلب، والذي كان في محاولة للالتفاف على المجاهدين هناك فاضطرت بعض الفصائل للمساندة، كما أن إعادة ترتيب الصفوف بعد كل معركة تتطلب وقتاً، وعدد الشهداء خلال المعركة كان سببا إضافياً أيضاً"، مبيّناً أن "التقدم السريع لقوات النظام هو أمر عادي، ومن الممكن أن تجعل النظام يتشتت بالتقدم أفضل من مقابلته في بقعة صغيرة".
وكانت فصائل المعارضة السورية قد سيطرت على كامل المناطق المعروفة بشرقي نهر العاصي، وصارت على بعد 2 كيلو متر من معسكر جورين، أهم معاقل النظام في سهل الغاب، قبل أن تضطر لوقف المعارك ويقوم النظام بهجوم جديد.