حاولت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، اقتحام سجن حماة المركزي، غرب البلاد، بعد رفضها تلبية مطالب السجناء، الذين سيطروا على السجن بالكامل وقاموا بطرد الحرّاس والضباط من داخله.
وكان مصدر خاص من داخل السجن، قال لـ"العربي الجديد": إن "قوات النظام ألقت العديد من القنابل المسيلة للدموع بين جموع المعتصمين، مما أدى إلى حدوث عدة حالات اختناق، بسبب ضيق المكان وقيام الحرّاس بإغلاق جميع الأبواب"، مشيراً إلى "تخوف المساجين من قيام قوات النظام باقتحام السجن وارتكاب مجازر بحق المعتصمين".
وبيّن أن "المعتقلين يطالبون بتدخل المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، من أجل إخضاع الموقوفين للمحاكمة على الأقل، أو إطلاق سراحهم ونقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة".
وأضاف أن "المساجين سيطروا على السجن بالكامل وقاموا بطرد الحرّاس والضباط من داخله"، لافتاً إلى أنّ "قوات النظام استقدمت تعزيزات كبيرة وسيارات مدججة بالسلاح والعناصر ونشرتهم على أسطح السجن وفي محيطه".
وبثّ ناشطون تسجيلاً مصوراً من داخل السجن، طالب فيه المعتقلون فصائل المعارضة المسلحة، بـ"توحيد صفوفها نصرة للمعتقلين في السجن المركزي بمدينة حماة، ونصرة لمدينة حلب".
وقام فصيل "أجناد الشام" المعارض باستهداف مدينتي محردة والسقيلبية الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في مدينة حماة، بالعديد من صواريخ من طراز "غراد"، "رداً على انتهاكات قوات النظام بحق المساجين في سجن حماة المركزي"، وفق ما أعلن.
وساد التوتر السجن، منذ ليل أمس الأحد، على خلفية طلب قوات النظام السوري خمسة سجناء سياسيين، بغية تحويلهم إلى "سجن صيدنايا" في ريف دمشق، فيما رفض السجناء ذلك.
وأفاد مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، أن "القصة بدأت أمس، عندما طلب عناصر الشرطة العسكرية خمسة سجناء سياسيين لتحويلهم إلى سجن صيدنايا العسكري"، مشيراً إلى أن السجناء رفضوا ذلك، والتجأوا للاحتماء بالسجناء الآخرين.
وأوضح شهداوي أنّ "هذا الموضوع تكرر في السابق ورفض السجناء ذلك، لكن هناك خشية هذه المرة من اقتحام الأمن السوري للسجن".
وشهد السجن، صيف العام الماضي، اعتصاماً شارك فيه 1200 سجين، احتجوا على التعامل الأمني الوحشي، قبل أن يستجيب النظام لمطالب تغيير مدير السجن والعمل على تعديل اللجنة الأمنية المسؤولة هناك، كما نقل السجناء الذين كانوا معزولين في سجون انفرادية، وأعيدوا إلى زملائهم في السجون الجماعية.