وقال مصطفى المجعي، المتحدّث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "القرار بحسم المعركة قد اتخذ"، مضيفاً: "ما هو إلا وقت قصير وتبدأ عملية طرد قوات حفتر بشكل نهائي من الغرب الليبي".
وأوضح المجعي أنّ "غرفة قيادة العمليات الرئيسية بعملية بركان الغضب، قد انتهت فعلياً من التجهيز للمرحلة الأخيرة"، مؤكداً أنّ "كامل التجهيزات قد وصلت إلى جميع المحاور".
وقال إنّ "القتال في جميع المحاور سيبدأ في وقت واحد"، مشيراً إلى أنّ "قوات حفتر تعاني انهياراً واسعاً في صفوفها بسبب الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة".
وأعلن حفتر في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.
وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.
وذكر المجعي أنّ قوات حكومة "الوفاق"، كانت قد نجحت، أمس الثلاثاء، في السيطرة على نقاط وتمركزات جنوبي العاصمة لا سيما في محور الرملة جنوبي المطار، وفي وادي الربيع، وفي محور الخلة، مضيفاً أنّ "المعركة كانت قوية على الأرض، واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة وتحت غطاء جوي نجح في شنّ ست غارات على مواقع حفتر في قصر بن غشير".
وأكد أنّ "تحرّكات وتمركزات قوات حفتر باتت كلها مراقبة، وخطوط إمدادها قد قطعت تماماً"، وقال إنّ "آخر تلك الخطوط هي خط الإمداد الجوي الذي انتهى بعد أن تمكّن سلاح الجو من استهداف طائرة شحن محملة بالذخائر، أمس الثلاثاء، في مهبط عين الريح في غريان"، مشيراً إلى أنّه مهبط حيوي وتعتمد عليه قوات حفتر لإمداد قواتها.
"بركان الحق"
وبالتوازي، كشف المجعي عن انتهاء قوات حكومة "الوفاق"، الإعداد لإطلاق حملة عسكرية قريبة في الجنوب الليبي، وقال: "هي عملية بركان الحق وهي مكملة لعملية بركان الغضب، وستدار من ذات الغرفة الرئيسية".
وتابع: "في الجنوب لا تزال هناك قوة للحكومة بالإضافة لقوات ستلتحق بها هناك للسيطرة على المواقع والمناطق المهمة في الجنوب لتحريرها من قبضة قوات حفتر"، مؤكداً أنّ "العمليات ضد قوات حفتر ستكون، في الأيام المقبلة، أشمل وأوسع ولن تقتصر على الغرب الليبي فقط".
وأسفر القتال في العاصمة طرابلس، حتى 13 مايو/ أيار الحالي، عن مقتل 454 شخصاً وإصابة 2154 آخرين، بحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية.
وأمس الثلاثاء، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، مجلس الأمن الدولي، إلى "محاسبة أولئك الذين يستخدمون النزاع في ليبيا لتحقيق مصالح شخصية"، وقال إنّ "ليبيا ليست جائزة للأقوى، بل بلد به أكثر من 6 ملايين نسمة يستحقون السلام".
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي، في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، حذر سلامة من "انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية قد تقود لتقسيمها". وطالب المسؤول الأممي، مجلس الأمن، بأن "يحث الأطراف المعنية في الصراع على الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى العملية التفاوضية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة".