قناصة الحوثيين يقيّدون الحركة اليومية في تعز

12 يناير 2016
حركة الناس محدودة في أحياء المدينة (محمد اليمني)
+ الخط -
 
 



يقف آلاف المواطنين من الشباب والنساء والأطفال أمام منفذ (الدحي) غرب مدينة تعز اليمنية (جنوب) لساعات طويلة، قبل أن يسمح لهم عناصر مليشيا جماعة الحوثي وحليفها صالح بالدخول إلى المدينة أو الخروج إلى سوق منطقة بير باشا، سيراً على الأقدام، باعتباره المنفذ المتاح الوحيد بعد إحكام سيطرة الجماعة على كل منافذ المدينة.

منذ تسعة أشهر وبين الفينة والأخرى، يُطلق القنّاصة الأعيرة النارية في الهواء لتفريق الأهالي المتواجدين أمام المنفذ. لكن كثيرا ما تصيب رصاصات القناصة مارّة مدنيين ذنبهم الوحيد هو الخروج إلى الشارع لقضاء حوائجهم اليومية.

وأدى التضييق الأمني والاعتداءات المتكررة إلى تغيير نمط حياة الأهالي داخل المدينة، لاسيما توقيت خروجهم من منازلهم والطرق التي يسلكونها. تحكي أسماء قاسم لـ "العربي الجديد" عن معاناتها اليومية بسبب إغلاق أغلب المحال التجارية المجاورة لمنزلها، الأمر الذي يضطرها للمرور بمنفذ "الدحي" كي تصل إلى منطقة بير باشا التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وصالح.

اقرأ أيضاً: خمس ضحايا بسبب انعدام الأوكسجين بمستشفى الثورة في تعز

تقول: "ليس في أسرتي ذكور بالغون يمكننا الاعتماد عليهم في الخروج لشراء حاجياتنا اليومية، ولهذا أخرج بنفسي رغم المخاطر المحتملة"، مؤكدة حدوث حالات قنص طاولت مدنيين على يد القناصة المنتشرين على أسطح المنازل ومرتفعات المدينة.

وتؤكد قاسم أن "أسعار المواد الغذائية باهظة جداً داخل المدينة أو في المناطق التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية نتيجة الحصار"، والذي يدفع التجار لتهريب المواد الغذائية بطرق ووسائل خطيرة. تضيف: "الغلاء يحتم علينا المرور بمنفذ الدحي نحو سوق شعبي خارج المدينة، كون أسعاره أرخص بكثير"، مشيرة إلى أنها تتخوف من الموت برصاصة أو بقذيفة كاتيوشا.

وتزيد التطورات الأخيرة من مخاوف أسماء ككثير من نساء تعز اللواتي قد يتعرضن للقنص أو الإساءة عند نقاط التفتيش المنتشرة حول المدينة وداخلها. تقول: "تم قنص نساء لأكثر من مرة، فالمتحاربون يعتقدون أن بعض المطلوبين يتخفون بأزياء نسائية، وهذا ما يجعلنا عرضة للمخاطر أو الإزعاج أكثر من غيرنا".

وتشير أسماء إلى أنها هي وكثير من المدنيين يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام، خوفاً من استهداف السيارات التي تقلّهم، أو لعدم توفر الوقود والمشتقات النفطية. وتواصل: " تعايشنا مع هذا الوضع السيئ كي لا نموت من الجوع ونحن في منازلنا".

اقرأ أيضاً: يمنيات مقاتلات.. المساواة مع الرجال في قلب الحرب

في السياق، يؤكد الناشط الحقوقي بتعز ماهر العبسي، أنه يذهب إلى سوق شارع جمال وسط المدينة لشراء احتياجات أسرته رغم المخاطر، ورغم استهدافه بالقصف لأكثر من مرة بصواريخ الكاتيوشا، ما سبب سقوط العشرات من الضحايا.

ويشير العبسي إلى إمكانية التنقل بأحياء محدودة مثل شارع جمال وحي المسبح وأجزاء فقط من حوض الأشرف والثورة، مؤكداً أن "باقي المناطق خطرة بسبب القنص"، لافتا إلى أن "الخروج في بعض المناطق يكلّف الشخص حياته".

ويضيف "لا يفرّق القناصة بين صغير أو كبير، رجل أو امرأة، وقد نتعرض للاعتقال وتفتيش الهاتف النقال ليعرفوا انتماءنا السياسي".

وتبقى عدم قدرة المرضى على التنقل واحدة من أهم المشكلات التي يواجهها سكان المناطق التي تعيش مواجهات مسلحة منذ أشهر. حيث يعجز المرضى عن الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية في ظل استمرار المواجهات وشح الوقود وتوقف حركة المواصلات.

اقرأ أيضاً: اليمن:الصحة العالمية تعترف بالحصار على تعز ولا تُحدد المُحاصر