قمة مصرية يونانية قبرصية جديدة اليوم ضد تركيا

07 ديسمبر 2015
القمة الثلاثية هي الثالثة من نوعها (مارتن بورو/فرانس برس)
+ الخط -
يبدأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية تستمرّ حتى يوم غدٍ الأربعاء، إلى العاصمة اليونانية أثينا، التي تشهد عقد القمة الثلاثية الثالثة في 13 شهراً، بين مصر واليونان وقبرص، غداً، بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس.

وخططت الدول الثلاث، التي يشوب التوتر علاقاتها مع تركيا، وتربطها في ما بينها علاقات تجارية، نتيجة تلاقي حدودهما في حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، على عقد هذه القمة مرتين سنوياً، بهدف "الارتقاء بمستوى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع في ما بينها، والبناء على ما تحقّق من نتائج إيجابية خلال القمة الثلاثية الأولى التي عُقدت بالقاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، والقمة الثانية التي استضافتها قبرص في نيقوسيا في أبريل/نيسان الماضي، والعمل على تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز أواصر العلاقات الوطيدة في ما بينها"، وفقاً لبيان الرئاسة المصرية.

وعلى الرغم من أن الدول الثلاث تعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة وطاحنة، إلاّ أن السيسي يرى أن إقامة تحالف استراتيجي مع دولتين منتميتين للاتحاد الأوروبي، يخلق لنظامه دائرة تحرّك جديدة ودائمة، نظراً لتوتر علاقات أثينا ونيقوسيا مع أنقرة، التي انقطعت علاقاتها فعلياً بالقاهرة، منذ منتصف 2013، كما أن هذه الدائرة تُتيح له المجال للنفاذ إلى دول الاتحاد الأوروبي الكبرى والتحاور معها.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، فإن "قبرص ساعدت مصر في التقارب مع عدد من الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، وذلك بجهود شخصية لرئيسها ووزير خارجيتها في الترويج للسيسي كرئيس قوي يحظى بشعبية حقيقية في بلاده".

اقرأ أيضاً مصر: السيسي يضمن ولاء الجيش بامتيازات اقتصادية غير مسبوقة

وبموازاة ذلك بدأت المحادثات بين هيئة المساحة العسكرية المصرية والحكومة القبرصية، من أجل تقسيم حقول الغاز المتنازع عليها بين الدولتين، منذ نهاية عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، والمتاخمة لحدود أخرى بين حقول الغاز القبرصية والإسرائيلية.

ويأتي التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الدول الثلاث في صدارة مباحثات السيسي في أثينا، إذ كان الاتفاق قد تمّ سلفاً على تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب، ومجابهة أنشطة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين غير القانونيين، من شواطئ مصر وليبيا وتشديد الرقابة على القسم الشرقي من حوض البحر المتوسط. وهما المجالان الرئيسيان اللذان من خلالهما، يسوّق السيسي لقوة نظامه في أوروبا. كما تتزامن الزيارة، أيضاً، مع وصول وحدات بحرية مصرية إلى الشواطئ اليونانية، لإجراء مناورات بحرية مشتركة مع الجيش اليوناني تحت اسم "ميدوسا 2015".

وتشير مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الحكومة المصرية تعتبر اليونان وقبرص شريكين واعدين في مجال السياحة والصناعة والتجارة، في ظل تراجع العلاقات مع تركيا وعدد آخر من دول المنطقة. وهو ما يدفع السيسي إلى عقد لقاء في غرفة رجال الأعمال اليونانيين، محاولاً الترويج للإجراءات الانفتاحية التشجيعية الجديدة للمستثمرين، التي اتخذتها مصر، أخيراً، لا سيما أن مصر لم تجذب الاستثمار اليوناني بقوة منذ عقود، خصوصاً في مجالات الزراعة وتصنيع المنتجات الغذائية، وهي المجالات الرئيسة لمعظم المستثمرين اليونانيين".

اقرأ أيضاً مصر: معارك أجنحة النظام على المناصب القيادية للبرلمان