قمة مالطا: مقايضة اللاجئين بمساعدات مالية طارئة

11 نوفمبر 2015
يبحثون عن حياة أفضل (GETTY)
+ الخط -



انطلقت اليوم في مالطا القمة الأوروبية مع بعض قادة إفريقيا، وخصوصا الدول التي تعتبر مصدراً للمهاجرين الأفارقة نحو أوروبا.

وتهدف القمة إلى البدء بإعادة اللاجئين إلى بلادهم بشكل أكثر فعالية من السابق. فحسب ما تسرب لبعض الصحافة الغربية، وتبعاً لوثائق الإعداد للقمة منذ 6 نوفمبر/تشرين ثاني الحالي، فإن جدول أعمال القمة يشمل مقايضة مالية طارئة تكون محفزاً للدول الإفريقية لكي تعيد استقبال اللاجئين، الذين ترفض الدول الأوروبية منحهم إقامات لجوء.

وتشير الأرقام الأوروبية إلى أن 30 بالمائة من اللاجئين الذين استقبلتهم أوروبا ورفضت طلباتهم جرى استعادتهم من قبل دولهم.
وتبقى مسألة التفعيل السريع لإعادة آخرين ترغب ألمانيا وبعض الدول الإسكندنافية وفرنسا بتسريع تسفيرهم. وما تقترحه أوروبا من مساعدات طارئة هو مبلغ يصل إلى 1،8 مليار يورو ستمنح بشكل أساسي للدول التي تقبل إعادة استقبال مواطنيها من طالبي اللجوء.

اقرأ أيضاً: وثيقة: ألمانيا قد تستقبل 1,5 مليون لاجئ

بعض المنظمات الأوروبية غير الحكومية المختصة بمساعدة مشاريع في القارة الإفريقية كمنظمة "التعاون بين الشعوب" الدنماركية تنظر بعين النقد لمثل تلك المقترحات. ويقول السكرتير العام للمنظمة فرانس مايكل يانسن في تصريحات نقلها التلفزيون الدنماركي عنه ظهر اليوم الأربعاء:"علينا الانتباه لما تقوم به أوروبا وما تدفعه من مال لأجل التنمية، فلو كان الأمر متعلقاً بالأعداد التي تحضر من إفريقيا ومقايضة إعادتها بمبالغ يقال إنها للتنمية، فسيكون المطلوب ضخ أموال كافية لمثل تلك المقايضة المزعومة للتنمية".

وتوضح أرقام "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" بأن أعداد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية ارتفعت من العام 2000 حتى العام 2010 بنسبة 75 بالمائة. ويعتبر يانسن بأنه بدل "تقديم هذه المساعدات المالية يجب التركيز على تغييرات بنيوية، إذا كانت الرغبة بوقف تدفق اللاجئين من إفريقيا نحو الغرب".

ويشير العديد من المراقبين والخبراء إلى أن غياب التنمية أحد أهم دوافع الهجرة عند فئة الشباب. ويطالب كثير من الأوروبيين والمنظمات المختصة بأوضاع إفريقيا "بدعم المجتمع المدني وعملية بناء الديمقراطية الغائبة".

اقرأ أيضاً: مساعٍ أوروبية لمواجهة أزمة اللاجئين

وينتقد اليسار الأوروبي، وحتى حكومات يسار الوسط في دول مثل السويد، التوجه الأوروبي لدعم "أنظمة ومؤسسات غير ديمقراطية تستغل الثروات والطاقات في إفريقيا".




ولا يسلم مقترح الاتحاد الأوروبي من انتقاد الاتحاد الأفريقي الذي يرى بأن المبلغ الذي يجري الحديث عنه "مبلغ ضئيل ومستفز"، مقابل ما تم عرضه على تركيا (3،8 مليارات يورو). وبحسب ما نقل عن سفير الاتحاد الإفريقي في الاتحاد الأوروبي آجاي براميديو:"لو كنت قائد أحد تلك الدول الـ35 وعرض علينا 1،8 مليار يورو لإبقاء اللاجئين والمهاجرين بعيداً عن حدود أوروبا لشعرت بإهانة، فبلد واحد مثل تركيا عرض عليه 3,8 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين ومنع وصولهم إلى أوروبا".

القمة الحالية تأتي ضمن مسعى أوروبي لحل أزمة اللاجئين عالمياً، بمشاركة معظم دول العالم وخصوصا قمة الـ "جي 20".

اقرأ أيضاً: أوروبا: إبطاء العبور والترحيل ومخيمات لمئة ألف مهاجر

المساهمون