قمة زيدان وغوارديولا.. ريال مدريد يستضيف السيتي

26 فبراير 2020
زيدان وبيب يسعيان لمتابعة الطريق في الأبطال (Getty)
+ الخط -

هي قمة أوروبية قوية ومنتظرة بين ملك مسابقة دوري الأبطال ريال مدريد الذي رفع اللقب في 13 مرة تاريخياً في مواجهة مانشستر سيتي الإنكليزي الطامح مع المدرب بيب غوارديولا لمعانقة اللقب الأوروبي قبل تطبيق عقوبة عدم المشاركة في الموسم المقبل.

المواجهات التاريخية
تواجه ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي في أربع مناسبات تاريخياً وكانت جميعها في دوري أبطال أوروبا. في المرة الأولى في دور المجموعات عام 2012، عندما تفوق النادي "الملكي" على أرضه (3 – 2)، ثم تعادل الفريقان في مباراة الإياب على ملعب "الاتحاد" (1 – 1).

أما المرة الثانية فكانت في نصف نهائي نسخة عام 2016، ففي مباراة الذهاب تعادل الفريقان على أرض ملعب "الاتحاد" بدون أهداف، ليتفوق النادي "الملكي" بعد ذلك في مواجهة الإياب بهدف نظيف ويتأهل إلى المباراة النهائية أمام جماهيره في مباراة تاريخية.

وفي المجموع فشل فريق مانشستر سيتي في تحقيق أي انتصار على ريال مدريد تاريخياً، بينما حقق النادي "الملكي" انتصارين على غريمه مقابل تعادلين. وعليه سيُحاول بطل "البريميرليغ" في الموسم الماضي تحقيق نتيجة إيجابية ذهاباً وإياباً ومحاولة الثأر من ريال مدريد وتحقيق أول انتصار تاريخي.

المسار قبل القمة
بعد فوز مانشستر سيتي على ليستر سيتي في مباراة قمة ضمن منافسات الدوري الانكليزي الذي ضمن لقبه منطقياً ليفربول وفقاً للأرقام، قال مدربه الإسباني بيب غوارديولا "سنحاول أن نكون أنفسنا. يمكننا تحقيق الفوز أو التعرض للخسارة، لكن يجب أن نكون أنفسنا".

ولطالما أمل سيتي في الاقتداء بمسار ريال مدريد القاري، خصوصا أنه يملك القدرة المالية والفنية لمقارعة الكبار، بيد أنه اكتفى بنجاح محلي في السنوات الأخيرة وإخفاقات أوروبية.

وفيما أحرز "سيتي" لقب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس خمس مرات، تخطى الدور ربع النهائي في دوري الابطال في مناسبة يتيمة، عندما بلغ نصف النهائي في 2016 حيث خسر أمام ريال مدريد آنذاك.

في المقابل، تخلى فريق المدرب الفرنسي زيدان عن زعامة "الليغا" في السنوات الأخيرة لغريمه التاريخي برشلونة، لكنه عوّض عن مشواره المحلي المخيب (لقب واحد في الدوري في سبع سنوات) بهيمنة كاسحة على دوري الأبطال، حيث توّج أربع مرات في المواسم الستة الماضية.

ومن المؤكد أن النجاح الكبير للفريق الملكي في أوروبا يعود لنجاعة مهاجمه السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات والراحل الموسم الماضي إلى يوفنتوس الإيطالي.

لكن تشكيلة سيتي المُدججة بالنجوم لا تقل أهمية ونوعية أبداً، وقد أثبتت ذلك في الدوري الإنكليزي الشديد التنافس، باستثناء موسم 2020.

ولطالما اتُهم غوارديولا برضوخه أمام الأندية الكبرى في القارة العجوز، بيد أن قحط سيتي الأوروبي مستمر منذ تسع سنوات فيما المدرب الكاتالوني يقوده منذ ثلاثة مواسم فقط.

وخلافاً لوضع فريق مانشستر سيتي يعتقد فريق العاصمة الإسبانية أن مسابقة دوري الأبطال فُصِّلت على قياسه، نظراً لنجاحه الممتد منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي في أيام فرانسيسكو خنة، الفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينتس بوشكاش.

إرث دي ستيفانو وبوشكاش
يقول غوارديولا الذي قاد فريق برشلونة الإسباني الى اللقب مرتين عامي 2009 و2011: "عندما تملك تاريخ حقبة دي ستيفانو، تحرز اللقب خمس أو ست مرات في تلك الفترة، فهذا يعني أن أي لاعب قادم إلى مدريد يعرف عندما يرتدي قميصه أنه يجب أن يدافع عن تاريخ النادي".

وتابع غوارديولا حديثه وقال: "وعندما أحرز ريال مدريد لقبه الأخير في المسابقة عام 2018 على حساب ليفربول الإنكليزي والذي شهد إسقاط مدافعه سيرخيو راموس للمصري محمد صلاح وتنغيص مشاركته الأولى في المونديال، بدا أن افضليتهم في المسابقة تعتمد على مصادفات متنوعة تلازم مسارهم. مثلاً تأهلوا من نصف النهائي ضد بايرن ميونخ الألماني، بعد خطأ من حارس الأخير زفن أولرايش".

وأضاف غوارديولا: "وفي ربع النهائي حصلوا على ركلة جزاء محظوظة في الدقيقة 97 أمام يوفنتوس. وحتى في ثمن النهائي، واجهوا باريس سان جرمان الفرنسي المنقوص من نجمه البرازيلي نيمار.

وفي وقت يرى البعض أن الحظ وقف إلى جانب ريال مدريد، إلا أن آخرين يعتبرونه رفضاً للاستسلام، وهنا قال زيدان مدرب الفريق بعد فوزه القاتل على يوفنتوس الإيطالي: "ريال مدريد لا يستسلم. واجهنا عوائق كثيرة، لكننا نؤمن بالأهداف المرسومة ونحققها لأننا نقاتل".

أما بالنسبة لسيتي، فإن رفض تقبل الهزيمة لم يصبح من مزاياه التقليدية، وفي كل موسم يفلت منه التتويج تتعاظم الشكوك في أروقته. وهنا يضيف غوارديولا في تصريحاته أمام الصحافيين: "هذا اختبار حقيقي، حقيقي. ملك المسابقة أمام فريق غير معتاد على بلوغ هذه المراحل، لأن أفضل اداء لنا كان بلوغ نصف النهائي في تاريخنا".


وأضاف المدرب الإسباني "إذا في هذا الملعب الرائع، يجب أن نظهر شخصيتنا".

والشخصية بالنسبة لغوارديولا تعني أسلوباً معيناً وسلوكاً مُحدداً، لكن أفق ريال يختلف دوما عن الآخرين، وعليه شرح زيدان اللاعب السابق والمدرب الحالي في مدريد "في ريال مدريد، يجب أن تحقق في كل موسم كل شيء. والأهم من كل ذلك، نحن نثق بقدرتنا على تحقيق ذلك".

المساهمون