قمة بحر قزوين: تقاسم نفوذ برعاية روسية

29 سبتمبر 2014
عُقدت القمة في روسيا (ساشا موردوفيتس/Getty)
+ الخط -
بدأت القمة الرابعة لزعماء الدول المطلّة على بحر قزوين، روسيا وإيران وكازاخستان وأذربيجان وتركمنستان، أعمالها اليوم اإاثنين، في مدينة أستراخان الروسية، ومن المتوقع أن تنتهي القمة بإعلان سياسي، يُحدد الوضع القانوني لمنطقة بحر قزوين، ويحظّر تواجد الجيوش الأجنبية فيها.

فقد نقلت وكالة "إيتار تاس" عن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قوله إن "التقدم قريب، ويمكن الحديث عن انفراج في التحضير لاتفاقية حول الوضع القانوني لقزوين. وإذا ما تمت أعمال قمة أستراخان بنجاح، فستكون الطريق مفتوحة بصورة مباشرة لتوقيع الوثيقة في القمة المقبلة التي ستعقد في كازاخستان".

كما تحدث أوشاكوف عن تحديد منطقتين: منطقة السيادة الوطنية ومنطقة حقوق الصيد الحصرية. وركّز على أهمية أن مشروع الإعلان الذي يتم إعداده سيؤكد عدم جواز وجود قوات أجنبية في منطقة بحر قزوين.

ومن المنتظر، وفقا لـ"إيتار تاس" أن يتم خلال القمة توقيع ثلاث اتفاقيات بين حكومات قزوين. فقد قال أوشاكوف "سيتمّ بحضور الرؤساء، توقيع اتفاقية للتعاون في مجال الوقاية من حالات الطوارئ والسيطرة عليها في بحر قزوين، وسيتم توقيع اتفاقية ثانية، حول حفظ الموارد البيولوجية البحرية واستخدامها الرشيد في البحر قزوين، على أن يتم توقيع اتفاقية ثالثة للتعاون في مجال الأرصاد الجوية المائية في المنطقة".

وإلى جانب المشاركة في قمة قزوين الخماسية، يخطط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للقاءات ثنائية مع كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس تركمنستان، قربان قولي بيردي محمدوف، ورئيس أذربيجان، إلهام علييف.

وتبعاً لتصريح أوشاكوف، فإن بوتين سيناقش خلال لقائه الثنائي مع الرئيس الإيراني روحاني تعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين والتعاون في مجال الذرة المدنية وعدداً من المسائل الأخرى، من ضمنها برنامج إيران النووي، وكذلك الوضع في كل من العراق وسورية وأفغانستان.

وفي حين لم يذكر عن فحوى اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركمنستاني سوى الاتفاق على زيارة الأخير لروسيا، التي ينتظر أن يتم تدقيق جدول أعمالها في أستراخان، فإن روسيا تنتظر من لقاء بوتين وعلييف، مضاعفة توريد المنتجات الزراعية الأذربيجانية إلى روسيا لسد الثغرة الناجمة عن الحظر الذي فرضته روسيا على المنتجات الأوروبية، بعد فرض عقوبات شديدة ضدها بسبب موقفها في أوكرانيا.

ولن تكون مشكلة إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا خارج اهتمام لقاء الرئيسين الروسي والأذري، خاصة وأن موسكو تلعب دوراً مفصلياً في ضبط الأزمة والحيلولة دون انفجار النزاع وانتشاره، فيما هي تساند أرمينيا بوضوح، قياساً بموقفها من أذربيجان المتحفظة حيال علاقتها بموسكو.

ومن الجدير بالذكر أن قمة قزوين الأولى عقدت في مدينة عشق آباد، عاصمة تركمنستان، سنة 2002، فيما عقدت الثانية بعد خمس سنوات من ذلك في العاصمة الإيرانية طهران، والثالثة في باكو، عاصمة أذربيجان، سنة 2010. ومن وجهة نظر الموارد الحيوية، فإن بحر قزوين حوض نادر الخواص، ففيه أكثر من 500 نوع نباتي و854 نوعاً من الأسماك، و30 منها تملك أهمية صناعية.

وتكمن أهمية البحر في احتياطات مصادر الطاقة المتوافرة فيه. فالتقديرات تشير إلى وجود 18 مليار طن من مصادر الطاقة، والمثبت منها أربعة مليارات طن. فهذا الحوض يشغل المرتبة الثانية بعد الخليج العربي في احتياطي النفط، ولذلك فليس غريباً أن يتخذ السياسيون تدابير وقائية في ظل اندلاع النزاعات المسلحة التي تستهدف النفط وإن تذرعت بشعارات أخرى.

ولم تستقبل أستراخان، القادة الكبار فقط، بل استقبلت القادة الشباب، أو من يرى فيهم الزعماء الحاليون، قادة للمستقبل. فقد سبقت قمة الزعماء، قمة شبابية عُقدت أمس، ضمت قادة منظمات الشباب الطلابية الرسمية في بلدان بحر قزوين. وبعد جلسة عامة، ناقش خلالها المشاركون سبل التعاون الممكنة بين المنظمات الطلابية، توجهوا إلى جامعة أستراخان، ووفقا لموقع "أستراخانفم.رو"، ووقعوا هناك على بروتوكول للتعاون، من بين نقاطه تنظيم يوم "شباب قزوين"، الذي سيحتفل به العام المقبل في 28 سبتمبر/أيلول. وربما يتحول إلى تقليد سنوي. فهل تفيد هذه الإجراءات هذا الإقليم الغني بالنفط من مطامع الأقوياء وأسلحتهم؟ الإجابة رهن المستقبل، بانتظار ما ستنتهي إليه قمة الزعماء الإقليميين.

المساهمون