قمة الكالتشو..اليوفي فاز بالدوري..ولاتسيو اكتفى بالمحاولة

19 ابريل 2015
+ الخط -


"في كرة القدم الحديثة لا يوجد مكان للرفاهية، هناك أساليب عديدة واستراتيجيات متنوعة، منها التقني والبدني، مع المزج بينهما خلال بعض الأحيان، وبالتالي لا توجد خطة مفضلة بالنسبة لي، لأنني أضع رسمي التكتيكي وفق ظروف كل مباراة وبحسب قدرات المنافس، وهذا ما تعلمته خلال رحلتي الطويلة على مر سنوات سابقة". يتحدث أليجري عن فلسفته التدريبة التي تلخص جانب مهم من طريقته مع يوفنتوس، حيث التحول من خطة إلى أخرى من دون سابق إنذار.

الواقعية الإيطالية
ماسيمو أليجري، المدرب الإيطالي الذي ولد في ليفورنو، وتدرج بين أكثر من فريق على مستوى التدريب، حتى وصل إلى عملاق تورينو، بعد رحلة ليست بالقصيرة مع الكبير اللومباردي في ميلان، لذلك يمتاز الرجل بخبرة واسعة في الأوساط الكروية هناك، وعاش لحظات فنية طويلة بالكالتشو، حتى حصل على تحد حقيقي بخلافة كونتي، في أهم منصب داخل قلعة السيدة العجوز.

لذلك بدأ المدرب بطريقة سلفه كونتي، 3-5-2 خلال البدايات، الخطة التي تعطي بناء أفضل للهجمة وغطاء دفاعياً بالعمق، ثم تحول إلى مربع الوسط الخاص برسم 4-4-2، بتواجد رباعي صريح بالمنتصف، ريجستا أو رقم 4 أمام الدفاع، ثم ثنائي أقرب للريشة على الأطراف، وفي الأمام لاعب وسط متحرك، خلف ثنائي هجوم متنوع، خطة دوري الأبطال التي وضعت يوفنتوس على مقربة من نصف نهائي النسخة الحالية.

وأمام لاتسيو، عاد ماسيمليانو إلى القواعد القديمة، وفضّل البدء بالثلاثي الدفاعي الصريح، بارزالي، كيليني، بونوتشي أمام بوفون، مع الاعتماد على وسط متنوع بقيادة بيرلو، مع فيدال كلاعب متحرك بين الدفاع والهجوم، وماركيزيو لاعب وسط ثالث متقدم، مع تقوية الأطراف بالثنائي بادوين وإيفرا، والاعتماد على تيفيز في المركز 10 الهجومي، خلف رأس الحربة التقليدي ماتري.

التحرر التكتيكي
يعتز ستيفانو بيولي بفريقه كثيراً، ويصفه بالنادي الناضج كروياً، والذي يلعب للهجوم، لكن دون إعطاء منافسه مساحات كبيرة في الخلف، لذلك ظهر لاتسيو هذا الموسم بصورة مغايرة عن السابق، وقدم نفسه كنادٍ فريد من نوعه داخل أورقة الكرة الإيطالية، لأنه لا يلعب بتحفظ مبالغ فيه، ولا يهاجم باندفاع غير مبرر كما يفعل زيمان مثلاً، لذلك استحقت هذه المجموعة الثناء والمديح من غالبية المتابعين، وقدمت نفسها كوصيف حقيقي خلف يوفنتوس.

من دون تغيير كبير، كان هذا شعار النسور في القمة، خطة أقرب إلى 4-3-3 بتواجد رباعي دفاعي صريح، باستا، ماوريسيو، كانا، وبرافهايد بالخلف، مع خط وسط يعتبر أقوى خطوط نادي العاصمة، بقيادة الأرجنتيني بيليا كلاعب ارتكاز دفاعي وحيد، يعاونه الثنائي المتقدم كاتالدي ولوليتش، لصناعة ثلاثية المحور الذي يشتهر بها فريق بيولي.

ولا خلاف على الهداف ميروسلاف كلوسيه في الأمام كرأس حربة حقيقي، وتقوية الأطراف الهجومية بالثنائي الناري، ماوري الخبير الذي يحصل على الحرية الكاملة في التحرك بين العمق والأطراف، مع البرازيلي المهاري أندرسون، الجناح القاتل على الخط الجانبي من الملعب، 4-3-3 في مواجهة 3-5-2.

الهروب من الضغط
يعاني يوفنتوس بعض الشيء أمام الفرق التي تضغط من الثلث الأخير، وفي حالة وجود مهاجم قوي أو صانع لعب محوري، فإن بيرلو يتم عزله تماماً عن مجريات اللعب، وفي حالة قطع الكرة منه، فإن مرمى بوفون يكون معرض للخطورة، بالإضافة إلى حدوث مشاكل عديدة أثناء عملية بناء اللعب بين الريجستا وقلبي الدفاع، كما حدث من قبل أمام موناكو في دوري الأبطال، لكن رعونة هجوم الفرنسيين حالت دون هز الشباك.

ونتيجة لهذه المقدمات، كرر أليجري ما قام به كونتي حينما واجه روما من قبل، بوضع ثلاثي دفاعي واضح خلف بيرلو، من أجل معاونة اللاعب الخبير ومساعدته أثناء البناء، وفي حالة الضغط عليه، يتحول العمل إلى الخطة البديلة، برمي كل الثقل على بونوتشي، المدافع الثالث الذي يجيد الزيادة الهجومية ويستطيع الدفع من الخلف إلى الأمام، فيما يعرف باستراتيجية رد الفعل في كرة القدم.

يوفنتوس فريق مبادر بطبعه في بلده، لكن أمام بعض الفرق يتحول إلى الجانب الآخر، ويمتص غضبهم وهجومهم في البدايات، عن طريق حماية مرماه من دخول أهداف، ثم استغلال أخطاء مدافعي الخصم من أجل إنهاء المواجهة، على طريقة "حافظ على شباكك، والهدف سيأتي لا محالة"، إنها الواقعية الإيطالية في أقوى صورة لها.

ميزة الثنائي الهجومي
هدفا الشوط الأول بمثابة العنوان الرئيسي لطريقة لعب يوفنتوس بالهجوم، خصوصاً مع فكرة الثنائي الهجومي التي يلعب بها معظم مبارياته، وتفيده كثيراً بوجود تيفيز مع موراتا في الأمام أو ماتري، أو يورينتي، كل مهاجم بجوار الآخر، أمام قلبي دفاع الفرق المنافسة، بالتالي تحدث زيادة عددية متوقعة أو على الأقل مساواة في الكم، مما يجعل الخطورة أقرب من الأمان.

تحرك الثنائي في مسافات قريبة يجعل دفاع الخصم مرتبكا في أغلب الأوقات، وحينما يكون الدفاع بسوء حالة لاتسيو في القمة فإن الثنائي يصنع النتائج النهائية، فالهدف الأول يدل على ذكاء غير عادي من كارليتوس، الأرجنتيني يضرب دائماً في العمق، ويأتي من دون رقابة إلى قلب الهجوم، لذلك توقع دفاع لاتسيو أن يكون ماتري هو المقصود، لكن تيفيز هرب في الوقت المناسب ووضع فريقه المقدمة.

احتسب الهدف الثاني لصالح بونوتشي، لكن العمل يجب أن يسجل باسم الفريق ككل، لأن المدافع انطلق بالكرة من دون أي رقابة، بسبب انشغال دفاع الضيوف بالثنائي المتقدم تجاه منطقة الجزاء، ومع صعود معظم لاعبي بيولي إلى الهجوم، كان ضربهم أمرا سهلا ويسيرا خلال دقائق معدودة من التألق اليوفنتيتي.

الاستسلام
يمتاز فريق لاتسيو بالنجاعة الهجومية من الأطراف، كامل الرهان على أندرسون وماوري، وحاول الفريق الضيف الوصول إلى مرمى اليوفي في أكثر من مناسبة، لكن في النهاية فشل في تسجيل أي هدف طوال التسعين دقيقة، نتيجة التسرع وعدم التوفيق، مع الرقابة الثنائية أسفل الأطراف من ناحية يوفنتوس، بارزالي وبادوين أمام ماوري، مع كيليني وإيفرا ضد أندرسون، ونتيجة نقص الدعم المقدم من لاعبي الوسط، انتهت المباراة من دون الوصول إلى شباك جيجي.

حاول بيولي في الشوط الثاني تغيير المجريات، وأشرك كاندريفا مكان برافهايد، مع عودة لوليتش قليلاً للخلف، من أجل حصول ماوري على حرية أكبر في عمق الهجوم، والدعم الكلي من جانب البديل كاندريفا والبرازيلي أندرسون، لكن بقيت الأمور كما هي، ليخرج ماوري ويدخل كيتا، ولكن بقي حصن يوفنتوس منيعاً أمام هجوم لاتسيو، لتفوز كتيبة أليجري بالثلاث نقاط، وتضع كل يدها على لقب السكوديتو.

"لا بطل في إيطاليا إلا اليوفي". هكذا كانت الرسالة الأخيرة لقمة الأسبوع في السيريا آ، وعلى الطامحين في مشاهدة منافسة حامية الوطيس على اللقب، الانتظار لموسم آخر، حتى يظهر فريق جديد يضاهي قوة السيدة العجوز، أو يزيد نضج لاتسيو بيولي في قادم المواعيد، لكن حتى هذه اللحظة، كل الطرق تقود إلى يوفنتوس آرينا.

المساهمون