قمة الـ20 اليوم... التحديات الأمنية والسياسية أولاً

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
15 نوفمبر 2015
0832962B-175B-4D27-ACD9-A56B655FEF29
+ الخط -
تفرض التحديات الأمنية الدولية المتزايدة، وخصوصاً بعد مجزرة باريس، فضلاً عن الحرب السورية وتشعباتها، وأزمة تدفق اللاجئين، نفسها كملفات أساسية على قمة العشرين التي تستضيفها مدينة أنطاليا على ساحل البحر المتوسط، اليوم الأحد ولمدة يومين، بحضور زعماء أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً إضافة إلى قيادات أكبر المنظمات الاقتصادية العالمية. كما تعد هذه الملفات محور اللقاءات المقررة على هامش القمة، لتبدو كأنها استكمال لمشاورات فيينا 3 التي عقدت أمس على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية بالملف السوري تحديداً.
ومن المقرر أن يترأس الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعات هذه القمة، كون تركيا هي التي تسلمت رئاسة القمة بعد أستراليا، وذلك بحضور قادة كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا والسعودية وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى قادة كل من المكسيك وكندا واليابان وإيطاليا والهند وجنوب أفريقيا وإندونيسيا، في حين سيتغيب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن القمة لمتابعة التطورات الأمنية في فرنسا. 
من جهتها، قامت الرئاسة التركية بدعوة كل من ماليزيا بكونها رئيسة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) للعام الحالي، وأيضاً زمبابوي بصفتها رئيساً للاتحاد الافريقي للعام الحالي، إضافة إلى السنغال وأذربيجان وسنغافورا.

اقرأ أيضاً المدعي العام الفرنسي:ارتفاع عدد قتلى اعتداءات باريس الى 129

ومن المتوقع أن تحاول الدول المعنية ترك بصماتها على حل أزمات المنطقة وبالذات تلك المتعلقة بالملف السوري وتفاعلاته على المستوى العالمي المتعلقة بالإرهاب الدولي وأزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وذلك على وقع الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، مساء يوم الجمعة، بينما لا تزال تبذل الجهود في العاصمة النمسوية فيينا للوصول إلى إطار عمل لوقف الحرب الدائرة في سورية وتعزيز الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وباقي التنظيمات الجهادية المتطرفة.

وفيما يبدو تكريساً للنظام الرئاسي بحكم الأمر الواقع، من المقرر أن يتولى أردوغان ترؤس جميع اللقاءات الجانبية التي ستجريها أنقرة مع قادة دول العشرين، بينما من المقرر حضور رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الافتتاح إلى جانب الرئيس التركي، فضلاً عن لقاءاته المقررة بعدد من قادة الدول المشاركين.

سورية و"داعش"

ويعد اللقاء بين أردوغان والرئيس الأميركي، باراك أوباما، من أبرز اللقاءات المعنية بالملف السوري، ولا سيما أنه يأتي بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيسان لمناقشة الوضع السوري والحرب على "داعش"، وبعد ساعات من لقاءات وزراء خارجية الدول المعنية بالملف في فيينا.
وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، يوم الجمعة، أن أنقرة لا تتجهز لأي عمل عسكري بري قريب في أي من الأراضي السورية أو العراقية على الرغم اتخاذها الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تهديد، فمن المتوقع أن يحاول أردوغان الضغط على أوباما لتخفيض مستوى التعاون بين واشنطن وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، وأيضاً لتعزيز الحملة العسكرية ضد "داعش" لإبعاده عن الحدود التركية. وبالتالي إنشاء المنطقة الآمنة ومنطقة حظر الطيران في الأراضي السورية، وذلك وسط التعزيزات العسكرية الأميركية التي توافدت، الأسبوع الحالي، إلى قاعدة إنجرليك الجوية في أضنة التركية.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أكد خلال كلمة له في معهد السلام الأميركي، يوم الخميس الماضي، أن الحرب السورية والحرب على "داعش" ستكون محور الحوارات التي ستجري في قمة أنطاليا، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية لديها عدد من الخطط لتطهير الـ15 في المائة من الحدود السورية التركية الواقعة تحت سيطرة التنظيم. وشرح كيري الإجراءات الأميركية بالقول: "لقد قمنا بتعزيز دعمنا بالأسلحة لجبهة قوات المعارضة السورية المعتدلة التي أنشأناها، وإن كانت أعدادهم قليلة إلا أن قواتنا العسكرية ستقوم بتقديم المشورة العسكرية لهم، بينما نقوم بتعزيز قواتنا العسكرية في قاعدة إنجرليك، إذ أصبحنا نقوم بطلعات جوية أكثر عدداً وفعالية". وأضاف كيري أنه "منذ فترة غير طويلة، كان داعش يسيطر على أكثر من نصف الحدود السورية التركية المشتركة، الأمر الذي نجحنا في تخفيضه إلى 15 في المائة، كما لدينا خطط مع حلفائنا بهذا الشأن، وسنعمل على تحقيقها".
لقاءات الرئيس التركي تشمل أيضاً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فضلاً عن رئيس الوزاء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي كان قد أبدى وزير دفاعه مايكل فالون دعمه لقيام حلف شمال الأطلسي باتخاذ المزيد من الإجراءات لتطمين تركيا، وذلك خلال تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين، يوم الخميس، قبل الاجتماعات التي عقدها في أنقرة.
كما من المقرر أن يلتقي أردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد فترة من التوتر السياسي بين الطرفين، إثر التدخل الروسي في سورية وما أعقبه من خروق متعددة للأجواء التركية ومن ثم قيام روسيا بتوجيه ضربات قوية للمعارضة السورية المدعوة من قبل كل من الغرب وتركيا، وذلك إضافة إلى اللقاء الذي سيتم بين أردوغان وحليفه الأكبر في المنطقة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي سيلتقي بدوره أيضاً ببوتين.

أزمة اللاجئين

ولن يغيب ملف اللاجئين وموجات الهجرة إلى أوروبا عن القمة أو حتى لقاءاتها الجانبية، إذ من المقرر أن يبحث أردوغان مع رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر ملف تدفق اللاجئيين نحو الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من الأراضي التركية، بينما يبدو أن العلاقات بين أنقرة والاتحاد شهدت تحسناً واضحاً في الفترة الأخيرة، بعد تسريبات إعلامية أشارت إلى أن الاتحاد سيدعو أردوغان إلى حضور قمة الاتحاد المقررة في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لمناقشة الأمر. وعلمت "العربي الجديد" أنّ الطرفين توافقا بشكل مبدئي، قبل أيام، على خطة مشتركة لوقف تدفق اللاجئين تشمل إجراءات قصيرة ومتوسطة الأمد، بما في ذلك تلبية الشروط التركية ممثلة بتقديم منحة لأنقرة بقيمة 3 مليارات يورو لدعم جهودها في تقديم الخدمات لاكثر من مليوني لاجئ سوري موجودين على أراضيها، وفتح فصول جديدة في ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد، وتسهيل إجراءات دخول المواطنين الأتراك إلى الاتحاد. ويضاف إلى ذلك دعوة المسؤولين الاتراك لحضور قمم الاتحاد، وذلك بعد اللقاءات الطويلة التي عقدت في أنقرة، يوم الأربعاء الماضي، برئاسة نائب رئيس الاتحاد فرانس تيمرمانس مع مسؤولين أتراك.

اقرأ أيضاً حرب روسيا من أجل نظام الأسد: الإمدادات العسكرية بالأرقام

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.