تابع الجزائريون مباريات السعودية مع روسيا، والمغرب مع إيران، وروسيا مع مصر في الدور الأول، لكنهم منيوا بخيبة أمل كبيرة بسبب خسارة كل المنتخبات العربية، بل وقابلوا هزيمة السعودية بخماسية نظيفة من روسيا بعبارات السخرية كون النتيجة كانت ثقيلة جدا، بخلاف المغرب ومصر اللذين خسرا بأقل نتيجة وقدما مستوى طيبا.
وأمام السقوط المتتالي لممثلي العرب والقارة السمراء، تمسك الجزائريون ببصيص الأمل من منتخب تونس الذي يستهل المنافسة مساء الإثنين أمام إنكلترا، حيث يرون بأن نسور قرطاج قادرون على إحداث المفاجأة والوقوف في وجه منتخب "الأسود الثلاثة" رغم الفوارق الفنية بينهما.
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الدعم والمساندة للمنتخب التونسي الذي يعتبر في نظر الجماهير الجزائرية أفضل سفير للكرة العربية والأفريقية في المونديال الروسي، كونه يملك فريقا منسجما ومتماسكا ومتشبعا بالروح القتالية والتضامن من خلال تكوين نواته الأساسية من اللاعبين المحليين، حيث أثبت ذلك سواء خلال التصفيات المونديالية أو في المباريات الودية التي خاضها قبل المونديال أمام تركيا والبرتغال وإسبانيا، رغم غياب نجمه الأول يوسف المساكني المصاب.
ورغم قوة إنكلترا، إلا أن الجماهير الجزائرية طلبت من نسور قرطاج عدم خشيته، والاقتداء بمنتخب الجزائر الذي وقف الند للند أمام الإنكليز في مونديال جنوب أفريقيا 2010 رغم أنه كان يضم آنذاك ترسانة من النجوم، على غرار واين روني وفرانك لامبارد وستفين جيرارد وآخرين، لكن أشبال المدير الفني الأسبق رابح سعدان أجبروه على التعادل السلبي وبأداء رائع خاصة من الناحية الدفاعية.
وترى الجماهير الجزائرية أيضا بأن منتخب تونس الحالي أفضل بكثير من المنتخب الجزائري الذي واجه إنكلترا في 2010، فضلا عن أن المنتخب الحالي للإنكليز ليس بمستوى المنتخب الذي واجهته الجزائر في جنوب أفريقيا، وبالتالي فإن الإطاحة به تبقى واردة بشرط التحلي بالثقة في النفس.
كما توقع الجمهور الجزائري أيضا أن يسير منتخب تونس على خطى الجزائر في مونديال البرازيل الأخير، عندما بلغ الدور الثاني، رغم هزيمته في مباراته الافتتاحية أمام بلجيكا 2/1، لكنه عاد بقوة في المباراتين التاليتين إذ هزم كوريا الجنوبية (4 – 2)، قبل أن يتعادل مع روسيا في اللقاء الفاصل بهدف لمثله.
ويقع المنتخب التونسي في مجموعة متوازنة نسبيا تضم أيضاً كلا من بلجيكا وبنما، وهو يسعى لتحقيق أفضل مشاركة له في بطولات كأس العالم، ويبقى ذلك واردا جدا خاصة وأن المباريات الأولى من الدور الأول عرفت الكثير من المفاجآت على غرار خسارة أبطال العالم من المكسيك، والتعادل المخيب للبرازيل أمام سويسرا، والأرجنتين أمام أيسلندا.