يوم 12 أغسطس/آب الحالي وضع الأميركي ستانلي فيرنون مايجورز حداً لحياة الشاب اللبناني المسيحي خالد جبارة، 37 سنة، المولود في جدة والمقيم في أميركا منذ كان في الرابعة. قبل قتل جبارة كان هذا الكاره للعرب، أياً كان دينهم، تحت نظر الشرطة بشكاوى عدة، لكنها لم تقم بما يستوجب، والنتيجة مروعة في تكرار لحوادث جرائم الكراهية. جرائم لا تنفصل عن خطابات دونالد ترامب في أميركا، وتشمل كل الأقليات.
"ليل الجمعة، انهار عالمنا، عندما قُتل أخي خالد جبارة أمام مدخل بيت العائلة. لم يكن الجاني بغريب عنا، إنه جارنا الذي بلّغنا عنه السلطات المسؤولة في أكثر من مناسبة، لقد هاجمنا في الماضي ووصفنا بأننا "عرب وسخون" و"لبنانيون قذرون"، كما أطلق أوصافاً مشينة على غيرنا من المكسيكيين والسود، و"الشرطة كانت على دراية تامة بكل ذلك".
بتلك الكلمات استهلت اللبنانية الأميركية، فكتوريا جبارة وليامز، رسالتها على فيسبوك حول مقتل أخيها خالد قبل حوالي الأسبوع من قبل أميركي أبيض يدعى فيرنون مايجورز. كان الأخير قد دهس والدتها، على ما يبدو بشكل متعمد، وهرب، قبل عام وتركها تعاني من كسور عديدة. لكن أُخلي سبيله دون مراقبة بانتظار محاكمته.
وما يجعل قصة عائلة جبارة محبطة أكثر هو أن المجني عليه، خالد جبارة، كان قد اتصل بالشرطة قبل مقتله بنصف ساعة وقال إنه خائف على حياته لأنه علم أن مايجورز، الذي هاجم والدتهم وسبهم، اقتنى سلاحاً. جاء أفراد الشرطة إلى بيت جبارة وسرعان ما غادروا، بحسب فكتوريا جبارة، قائلين إنه لا يمكنهم فعل شيء! بعد دقائق معدودة كان خالد جبارة قتيلاً أمام بيته.
ظلت القصة بعيدة عن اهتمام وسائل الإعلام الأميركية. ولكن بعد أن نشرت "واشنطن بوست" خبراً عنها، تصاعدت التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي. عبر الكثير من الغاضبين، وخاصة أبناء الأقليات، عن هلعهم وسخطهم من تعامل السلطات وتهاونها مع شكاوى وتهديدات يعيشها الكثير من أبناء الأقليات من كافة خلفياتهم، تتعلق بشتائم أو تهديدات عنصرية ضدهم.
اقــرأ أيضاً
ويشير رئيس اللجنة الأميركية العربية ضد التمييز، عبد أيوب، في حديث مع "العربي الجديد" في نيويورك إلى أن مؤسسته سجلت "ارتفاعاً في عدد الشكاوى التي يقدمها عرب ومسلمون ضد أفراد أو شركات أو مؤسسات بسبب تعاملها العنصري معهم في السنوات الأخيرة". وهو ما ينطبق كذلك على الأفريقيين واللاتينيين الأميركان.
وتزداد حدة ونسبة الهجمات العنصرية غالباً بعد حدوث عمل إرهابي ما، كأعمال باريس وبروكسل وألمانيا. إلا أن الجو العام في الولايات المتحدة يتسم بالتوتر، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات بين السود والشرطة الأميركية. فلا يمر أسبوع دون تسجيل حوادث قتل ترتكب من قبل أفراد في الشرطة الأميركية، ضد السود بشكل خاص، دون أن تكون في الغالب حياة الشرطة في خطر. وما يزيد من الشعور العام بالتوتر هو التحريض، والجمل العنصرية التي يتفوه بها مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب ضد الأقليات على اختلافها، وخصوصاً المسلمين والعرب.
هذه الأجواء تبث بين أبناء الأقليات شعوراً بالاستنفار والخوف، وأن الخطر ممكن أن يأتي من كل جهة ومن الشرطة التي من المفترض أن تحميهم. لكنها ترد في الكثير من الأحيان بعدم مبالاة ولا تأخذ شكاواهم على محمل الجد. مهما كانت الأدلة قوية على وجود خطر، كما حدث مع خالد جبارة. وما يزيد من هذا الخطر هو توفر السلاح في الولايات المتحدة بشكل كبير.
وفي السياق نفسه، وإن اختلفت التفاصيل، تأتي قضية اغتيال إمام المسجد الفرقان ومساعده في منطقة كوينز في نيويورك السبت الماضي. فقد قدم المدعي العام لمنطقة كوينز في المدينة لائحة اتهام ضد أوسكار مورال الذي قتل الإمام، مولانا أكونجي (علاء الدين عكوني) ومساعده، ثراء الدين (تارا ميها). وتشمل لائحة الاتهام "القتل من الدرجة الأولى"، وتهماً إضافية بما فيها حيازة السلاح دون ترخيص. ووصف المدعي العام، خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، بأن عملية القتل حدثت "بدم بارد وعن سبق إصرار واغتيال مخطط".
وكان مورال قد أطلق الرصاص من الخلف على رأسي الإمام ومساعده وأرداهما قتيلين ولاذ بالفرار. تمكنت الشرطة من العثور عليه في نفس المنطقة، بعد تنفيذه عملية الاغتيال على ما يبدو، حيث تمكن راكب دراجة هوائية من تسجيل رقم السيارة وإخبار الشرطة، وعثر على السلاح الذي استخدمه بعد تفتيش بيته والقبض عليه. وعلى الرغم من أن الشرطة تمتلك شريط فيديو وصوراً للحادث، بحسب مصادر رسمية، إلا أن مورال ينكر أنه قتل الإمام ومساعده. وما زالت الشرطة مترددة في القول إن دوافع الجريمة هي العنصرية والكراهية، وأعلنت أنها ما زالت تتحقق من الأمر.
هذا المزيج، من الإهمال، ورهاب الإسلام والعنصرية، يزيد من مشاعر الخوف عند العرب والمسلمين. ويرسخ تردد الشرطة في وضع هذه الهجمات في خانة "قتل بدافع الكراهية" أو "العنصرية" والانطباع السائد عن استخفاف الشرطة بحجم المشكلة.
كتبت فكتوريا جبارة، شقيقة خالد جبارة، على صفحتها في فيسبوك قائلة "لقد كان عمر أخينا خالد 37 عاماً فقط، وكانت بانتظاره حياة طويلة. لقد كان أخاً وابناً وخالاً محباً، صاحب روح عذبة، وجلب الضحك والحب إلى قلوبنا، كل هذا أُخذ منا بسبب رجل كاره ونظام فشل في حماية مجتمعنا".
اقــرأ أيضاً
بتلك الكلمات استهلت اللبنانية الأميركية، فكتوريا جبارة وليامز، رسالتها على فيسبوك حول مقتل أخيها خالد قبل حوالي الأسبوع من قبل أميركي أبيض يدعى فيرنون مايجورز. كان الأخير قد دهس والدتها، على ما يبدو بشكل متعمد، وهرب، قبل عام وتركها تعاني من كسور عديدة. لكن أُخلي سبيله دون مراقبة بانتظار محاكمته.
وما يجعل قصة عائلة جبارة محبطة أكثر هو أن المجني عليه، خالد جبارة، كان قد اتصل بالشرطة قبل مقتله بنصف ساعة وقال إنه خائف على حياته لأنه علم أن مايجورز، الذي هاجم والدتهم وسبهم، اقتنى سلاحاً. جاء أفراد الشرطة إلى بيت جبارة وسرعان ما غادروا، بحسب فكتوريا جبارة، قائلين إنه لا يمكنهم فعل شيء! بعد دقائق معدودة كان خالد جبارة قتيلاً أمام بيته.
ظلت القصة بعيدة عن اهتمام وسائل الإعلام الأميركية. ولكن بعد أن نشرت "واشنطن بوست" خبراً عنها، تصاعدت التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي. عبر الكثير من الغاضبين، وخاصة أبناء الأقليات، عن هلعهم وسخطهم من تعامل السلطات وتهاونها مع شكاوى وتهديدات يعيشها الكثير من أبناء الأقليات من كافة خلفياتهم، تتعلق بشتائم أو تهديدات عنصرية ضدهم.
ويشير رئيس اللجنة الأميركية العربية ضد التمييز، عبد أيوب، في حديث مع "العربي الجديد" في نيويورك إلى أن مؤسسته سجلت "ارتفاعاً في عدد الشكاوى التي يقدمها عرب ومسلمون ضد أفراد أو شركات أو مؤسسات بسبب تعاملها العنصري معهم في السنوات الأخيرة". وهو ما ينطبق كذلك على الأفريقيين واللاتينيين الأميركان.
وتزداد حدة ونسبة الهجمات العنصرية غالباً بعد حدوث عمل إرهابي ما، كأعمال باريس وبروكسل وألمانيا. إلا أن الجو العام في الولايات المتحدة يتسم بالتوتر، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات بين السود والشرطة الأميركية. فلا يمر أسبوع دون تسجيل حوادث قتل ترتكب من قبل أفراد في الشرطة الأميركية، ضد السود بشكل خاص، دون أن تكون في الغالب حياة الشرطة في خطر. وما يزيد من الشعور العام بالتوتر هو التحريض، والجمل العنصرية التي يتفوه بها مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب ضد الأقليات على اختلافها، وخصوصاً المسلمين والعرب.
وفي السياق نفسه، وإن اختلفت التفاصيل، تأتي قضية اغتيال إمام المسجد الفرقان ومساعده في منطقة كوينز في نيويورك السبت الماضي. فقد قدم المدعي العام لمنطقة كوينز في المدينة لائحة اتهام ضد أوسكار مورال الذي قتل الإمام، مولانا أكونجي (علاء الدين عكوني) ومساعده، ثراء الدين (تارا ميها). وتشمل لائحة الاتهام "القتل من الدرجة الأولى"، وتهماً إضافية بما فيها حيازة السلاح دون ترخيص. ووصف المدعي العام، خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، بأن عملية القتل حدثت "بدم بارد وعن سبق إصرار واغتيال مخطط".
وكان مورال قد أطلق الرصاص من الخلف على رأسي الإمام ومساعده وأرداهما قتيلين ولاذ بالفرار. تمكنت الشرطة من العثور عليه في نفس المنطقة، بعد تنفيذه عملية الاغتيال على ما يبدو، حيث تمكن راكب دراجة هوائية من تسجيل رقم السيارة وإخبار الشرطة، وعثر على السلاح الذي استخدمه بعد تفتيش بيته والقبض عليه. وعلى الرغم من أن الشرطة تمتلك شريط فيديو وصوراً للحادث، بحسب مصادر رسمية، إلا أن مورال ينكر أنه قتل الإمام ومساعده. وما زالت الشرطة مترددة في القول إن دوافع الجريمة هي العنصرية والكراهية، وأعلنت أنها ما زالت تتحقق من الأمر.
هذا المزيج، من الإهمال، ورهاب الإسلام والعنصرية، يزيد من مشاعر الخوف عند العرب والمسلمين. ويرسخ تردد الشرطة في وضع هذه الهجمات في خانة "قتل بدافع الكراهية" أو "العنصرية" والانطباع السائد عن استخفاف الشرطة بحجم المشكلة.
كتبت فكتوريا جبارة، شقيقة خالد جبارة، على صفحتها في فيسبوك قائلة "لقد كان عمر أخينا خالد 37 عاماً فقط، وكانت بانتظاره حياة طويلة. لقد كان أخاً وابناً وخالاً محباً، صاحب روح عذبة، وجلب الضحك والحب إلى قلوبنا، كل هذا أُخذ منا بسبب رجل كاره ونظام فشل في حماية مجتمعنا".