في المجموع، سجلت السلطات الإيطالية وصول زهاء 26 ألف مهاجر خلال الربع الأول من العام الحالي، أي بنحو 7 آلاف مهاجر إضافي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبنحو 4 آلاف مهاجر عن رُبع عام 2014، وهو العام الذي سجل رقماً قياساُ بوصول 170 ألف مهاجر.
غير أن الفارق سجل خصوصاً في الأسبوعين الأخيرين من مارس/ آذار.
وبما أن موجات الهجرة ترتبط كثيراً بحال الطقس، فلا يزال مبكراً معرفة إذا ما كان ارتفاع أعداد المهاجرين ثابتاً، أم أنه استباق لـ"موسم" رحلات الهجرة، والتي تزداد بشكل كبير ابتداء من أبريل/ نيسان.
وفيما تحدث مسؤولون أوروبيون، خلال الأسابيع الأخيرة، عن مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتزمون مغادرة ليبيا، رددت الصحافة الإيطالية ما أعلنه المستشار العسكري لمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، وهو الجنرال الإيطالي باولو سيرا، والذي تحدث الأربعاء أمام لجنة برلمانية عن وجود مليون شخص يعتزمون ترك ليبيا.
وقال سيرا، الخميس، في مقابلة مع إذاعة "راي": "إن ليبيا، البلد النفطي الغني الذي يضم ستة ملايين نسمة، ودّع مليون مهاجر لم تكن لدى كثيرين منهم يوماً نية الذهاب الى أوروبا، لكن بعضهم قرر السفر بحراً هرباً من الأزمة والفوضى وأعمال العنف".
وحذر من أنه "إذا لم نتدخل، فقد يصل 250 ألف مهاجر في نهاية العام الحالي إلى أوروبا".
ويضاف إلى ذلك القلق من رؤية جزء كبير من اللاجئين العالقين بسبب إقفال "طريق البلقان"، يغيرون مسارهم نحو إيطاليا، في وقت يهدد إغلاق الحدود، وفشل البرنامج الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول، باحتجاز جزء كبير من الواصلين الجدد.
وعلى غرار السنوات الماضية، تنشغل إيطاليا في البحث عن أماكن في مراكز الضيافة، والتي كانت تؤوي 29 ألف طالب لجوء في مارس/ آذار من عام 2014، و67 ألفاً في مارس/آذار 2015، وأكثر من 106 آلاف الشهر الماضي.
ووفقا لـ"كورييري ديلا سيرا"، وجهت وزارة الداخلية نداء إلى محافظي المناطق لإيجاد 15 ألف مكان بشكل عاجل.