قلق أوروبي من انهيار اتفاق الهجرة وتدفق اللاجئين مجدداً

18 مارس 2018
طالبو لجوء عالقون بانتظار البت في طلباتهم في اليونان(تويتر)
+ الخط -

دفع الحديث عن تسرّب أعداد اللاجئين من الجزر اليونانية نحو العمق اليوناني، إلى دق ناقوس الخطر أوروبياً، بخصوص اتفاق الهجرة الهش بين الجانبين الأوروبي والتركي، المبرم عام 2016.

ويبدو أن أثينا لا تلتزم بالمطلوب منها، وفق نص الاتفاق، وتعمل السلطات على نقل اللاجئين، وأكثريتهم من السوريين إلى المدن الداخلية وأثينا، ما يتيح لهؤلاء إيجاد طرق مناسبة للانتقال إلى وسط أوروبا. علماً أن الاتفاق مع أنقرة يركز على عدم السماح للمهاجرين الواصلين بالقوارب إلى اليونان من تركيا، بالانتقال شمالاً نحو النمسا أو ألمانيا أو السويد.

نتيجة ذلك، باتت أثينا الآن موضع شك متزايد حيال نيتها في نسف الاتفاق، بحسب ما ذكرت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية، اليوم الأحد، في حين يلتزم الأتراك، إلى حد كبير، ويتعقبون المهربين، بحسب الصحيفة ذاتها.

وترى الصحيفة أن هذا الأمر الذي تنتقده برلين جاء بعد أن لمس عدد من المسؤولين في ألمانيا وبلجيكا حقيقة مفادها أن الحكومة اليونانية جلبت العديد من طالبي اللجوء من الجزر إلى البر اليوناني، بما يتناقض مع مضمون نص الاتفاق، فضلا عن أن اليونان تؤجل ترحيل عدد من اللاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم إلى تركيا.

وتنقل عن خبراء في الهجرة أن التدابير اليونانية المشار إليها تعتبر حافراً لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين مجدداً إلى أوروبا. وتبيّن الصحيفة الألمانية أن الأمر كان محل رفض من قبل لجنة الشؤون الداخلية في البوندستاغ (مجلس النواب الألماني)، لافتة إلى أن تلك الخطوات تشكل خرقا للاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.



وتشير الصحيفة في سياق متصل، إلى ضغط المفوضية الأوروبية، منذ أشهر، على الحكومة اليونانية، لتسريع إعادة الأشخاص المرفوضة طلبات لجوئهم، لكن من دون جدوى. مع العلم أن الوضع على الجزر اليونانية كارثي، حيث يتواجد أكثر من 12500 لاجئ في مراكز الاستقبال، أو ما يعرف بالنقاط الساخنة، يعانون من نقص في المواد الأولية واللوجستية والإغاثية، إضافة إلى الكهرباء والماء، ويدفعهم إلى التظاهر احتجاجا على سوء الأوضاع، وسط أحوال جوية صعبة وبرد قارس، كما حصل أخيراً في جزيرة ليروس.

وتشير إلى أن اللاجئين في ليروس طالبوا بنقلهم إلى البر، مع تأخير في البت بطلباتهم نتيجة إضرابات نفّذها الموظفون اليونانيون لعدم تلقيهم رواتبهم على مدى شهور. وتبيّن أن بروكسل تتجنب توجيه الانتقادات لأثينا لتجنيب الاتفاق بأكمله للخطر، رغم دفع المفوضية الأموال لتركيا لرعاية اللاجئين ولتكثيف مكافحتها للمهربين.

وتشير الأرقام التي نشرت أخيرا إلى ارتفاع أعداد المهاجرين إلى اليونان عبر بحر إيجة، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. مع العلم أن 35 ألف مهاجر وصلوا اليونان في عام 2017، 40 في المائة منهم من السوريين، و21 في المائة من العراقيين، و11 في المائة من الأفغان.

وأشارت دوائر وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" إلى عودة 1600 شخص من المهاجرين إلى أنقرة، منذ بدء سريان الاتفاق ربيع عام 2016. في المقابل، وصل إلى اليونان من تركيا، بحسب المفوضية الأوروبية 62190 شخصا منذ إبرام الاتفاق وحتى أوائل يناير 2018، نقل منهم 27635 ألفا إلى البر، أي ما يعادل 45 في المائة من عدد الواصلين.
المساهمون