05 سبتمبر 2019
قطر وكأس العالم.. إنجاز عربي
عبد الحق مفيد
شاعر وكاتب مهتم بالبحث والكتابة. يؤمن بمقولة محمود درويش القائلة: "إذا كان ماضيك تجربة؛ فاجعل الغد معنى ورؤيا/ لنذهب... لنذهب إلى غدنا واثقين"
كان الجو باردا يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول من سنة 2010 في زيوريخ السويسرية، كعادته في شتاء كل سنة. لكن الأجواء داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم لم تكن عادية، فدولة قطر تنافس الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا على نيل احتضان كأس العالم لسنة 2022. من كان يصدق أن قطر ستزيح كل هؤلاء، وكلهم قوى اقتصادية في مصاف الدول المتقدمة ويحسب لهم ألف حساب؟ أعلن اسم الفائز وانفجرت القاعة بالصراخ والفرح. دولة قطر تفوز باحتضان الحدث، إنه أشبه بتحقق معجزة.
"حان دور العرب، حان دور منطقة الشرق الأوسط لتنظم هذا الحدث الكبير. لقد انتظروا طويلا، والآن قد حان وقتهم". هكذا صرّح، جوزيف بلاتر، وهو يعلن اسم دولة قطر. وكم كان محقا، إن الدور الآن على العرب، لأنه وبكل بساطة لم يسبق لدولة عربية أن نالت شرف احتضان هذه التظاهرة. وبالتالي، لا تمثل قطر نفسها بل تمثل كل العرب والمنطقة الشرق أوسطية.
لقد حولت قطر، وبكل إصرار، دفة الأحداث، وأعادت فرض العرب على طاولة صنع الحدث، بعد أن كانوا خلال مئات السنين مجرد متلقين له. هل يتعلق الأمر بحدث معزول أم ضمن سياق دولي معولم؟ لم تعد قوة الدول تقاس بمساحاتها أو بعدد سكانها أو بما تملك أو لا تملك، ولكن بمقدار تأثيرها في الأحداث وإمكاناتها في تغيير مجريات التاريخ. وإن حدثا مثل تنظيم كأس العالم هو جزء من تاريخ البشر، إذ لا يوجد بلد فوق الأرض لا يثيره هذا الحدث.
وتقديرا لهذه المسؤولية، أعلن رئيس الوفد القطري عزم بلاده على أن تكون في مستوى الحدث وقدرتها على رفع التحدي، بل قال إن بلاده سوف تفاجئ العالم. نعم قطر هذه القوة الإقليمية والاقتصادية الصاعدة، والتي استطاعت انتزاع شرف احتضان كأس العالم لسنة 2022 من دولٍ كهذه، ما زال في قدرتها أن تفاجئ العالم، وأن تفرض نفسها رقما صعبا في توجيه الأحداث، فمطار حمد الدولي تمت مضاعفة مساحته 12 مرة على ما كان عليه قبل 2014، وسيصبح بذلك من أكبر مطارات العالم. أما مدرجه، فيعتبر الأطول في الشرق الاوسط. وفيما يخص الشبكات الطرقية، فمن المتوقع أن تكون الأفضل في العالم، فهناك مترو الدوحة، وهو يجوب معظم أرجاء المدينة بالإضافة إلى قطار المسافات الطويلة، والذي تفوق سرعته 220 كلم في الساعة ويربط الدوحة بالمدن المجاورة. أما النقل الخفيف، فهو ترام لخدمة المدن الحديثة كمدينة لوسيل وجزء من اللؤلؤة.
وللتغلب على درجة الحرارة ستعمل الملاعب بتقنية التبريد لتخفيض درجة الحرارة إلى عشرين درجة مئوية. لقد تم إنجاز هذا كله، في ظرف قياسي. والمؤكد أن الأمور ستكون جاهزة قبل موعدها المفترض بكثير.
نجاح قطر في نيل احتضان كأس العالم والنجاح في تنطيمها هو نجاح لكل العرب، وهو بمثابة إعادتهم إلى التاريخ بعد أن غابوا عنه زمنا.
"حان دور العرب، حان دور منطقة الشرق الأوسط لتنظم هذا الحدث الكبير. لقد انتظروا طويلا، والآن قد حان وقتهم". هكذا صرّح، جوزيف بلاتر، وهو يعلن اسم دولة قطر. وكم كان محقا، إن الدور الآن على العرب، لأنه وبكل بساطة لم يسبق لدولة عربية أن نالت شرف احتضان هذه التظاهرة. وبالتالي، لا تمثل قطر نفسها بل تمثل كل العرب والمنطقة الشرق أوسطية.
لقد حولت قطر، وبكل إصرار، دفة الأحداث، وأعادت فرض العرب على طاولة صنع الحدث، بعد أن كانوا خلال مئات السنين مجرد متلقين له. هل يتعلق الأمر بحدث معزول أم ضمن سياق دولي معولم؟ لم تعد قوة الدول تقاس بمساحاتها أو بعدد سكانها أو بما تملك أو لا تملك، ولكن بمقدار تأثيرها في الأحداث وإمكاناتها في تغيير مجريات التاريخ. وإن حدثا مثل تنظيم كأس العالم هو جزء من تاريخ البشر، إذ لا يوجد بلد فوق الأرض لا يثيره هذا الحدث.
وتقديرا لهذه المسؤولية، أعلن رئيس الوفد القطري عزم بلاده على أن تكون في مستوى الحدث وقدرتها على رفع التحدي، بل قال إن بلاده سوف تفاجئ العالم. نعم قطر هذه القوة الإقليمية والاقتصادية الصاعدة، والتي استطاعت انتزاع شرف احتضان كأس العالم لسنة 2022 من دولٍ كهذه، ما زال في قدرتها أن تفاجئ العالم، وأن تفرض نفسها رقما صعبا في توجيه الأحداث، فمطار حمد الدولي تمت مضاعفة مساحته 12 مرة على ما كان عليه قبل 2014، وسيصبح بذلك من أكبر مطارات العالم. أما مدرجه، فيعتبر الأطول في الشرق الاوسط. وفيما يخص الشبكات الطرقية، فمن المتوقع أن تكون الأفضل في العالم، فهناك مترو الدوحة، وهو يجوب معظم أرجاء المدينة بالإضافة إلى قطار المسافات الطويلة، والذي تفوق سرعته 220 كلم في الساعة ويربط الدوحة بالمدن المجاورة. أما النقل الخفيف، فهو ترام لخدمة المدن الحديثة كمدينة لوسيل وجزء من اللؤلؤة.
وللتغلب على درجة الحرارة ستعمل الملاعب بتقنية التبريد لتخفيض درجة الحرارة إلى عشرين درجة مئوية. لقد تم إنجاز هذا كله، في ظرف قياسي. والمؤكد أن الأمور ستكون جاهزة قبل موعدها المفترض بكثير.
نجاح قطر في نيل احتضان كأس العالم والنجاح في تنطيمها هو نجاح لكل العرب، وهو بمثابة إعادتهم إلى التاريخ بعد أن غابوا عنه زمنا.
عبد الحق مفيد
شاعر وكاتب مهتم بالبحث والكتابة. يؤمن بمقولة محمود درويش القائلة: "إذا كان ماضيك تجربة؛ فاجعل الغد معنى ورؤيا/ لنذهب... لنذهب إلى غدنا واثقين"
عبد الحق مفيد
مقالات أخرى
23 اغسطس 2019
17 اغسطس 2019
14 اغسطس 2019