أكدت دولة قطر، أنّ إطلاق تهمة الإرهاب لمجرد الخلاف السياسي، أو تشويه صورة الدول لمحاولة عزلها والوصاية على قرارها السيادي، يتنافى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
هذا الموقف أتى في بيان لدولة قطر، ألقاه، أمس الإثنين، عضو وفد الدولة لدى الأمم المتحدة، الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، وذلك أمام اللجنة السادسة (لجنة الشؤون القانونية) حول "التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي"، في إطار الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال "في الوقت الذي تتسارع فيه الخطى لاستئصال الإرهاب ومعالجة جذوره ومسبباته، فإنّ استمرار هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين، يستدعي المزيد من التعاون الفعال بين الدول الأعضاء، وعملًا دؤوباً للإسراع في التوصّل إلى الاتفاقية الشاملة المتعلّقة بالإرهاب الدولي، بعد أن أصبح العالم بحاجة ماسّة لهذه الاتفاقية أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف أنّ "دولة قطر وإذ تعيد التأكيد على إدانتها القوية للإرهاب بجميع أشكاله متى وأينما اُرتكب وأيًّا كان مرتكبوه وبغض النظر عن مبرراته؛ فإنّها تجدّد موقفها بأن تشتمل الاتفاقية على تعريف محدّد للإرهاب وعدم ربطه بدين أو عرق أو ثقافة معينة، وتأكيد التزام المجتمع الدولي بتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وضرورة التمييز بين الإرهاب وبين المقاومة المشروعة للاحتلال الأجنبي والدفاع عن النفس وعن حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاحتلال".
وشدّد على أنّ "إطلاق تهمة الإرهاب لمجرد الخلاف السياسي، أو لقمع المعارضين السياسيين، أو تشويه صورة الدول لمحاولة عزلها والوصاية على قرارها السيادي تحت ذريعة الإرهاب، يتنافى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وينبغي التصدي له".
وتابع "انطلاقاً من كون دولة قطر شريكاً فاعلاً في مكافحة الإرهاب، فإنّها تؤيد بقوة ما ورد في بيان حركة عدم الانحياز، برفض التهديد أو اتخاذ إجراءات للضغط على الدول تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، أو اتهامها بدعم الإرهاب بهدف تحقيق أهداف سياسية، لما يشكّله ذلك من انتهاك للقانون الدولي".
كما أكد أنّ "موضوع مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه يحظى بأولوية في سياسة دولة قطر، إذ واصلنا شراكاتنا الإقليمية والدولية، وعملنا في الإطار الأممي لاجتثاث جذور الإرهاب وأسبابه، ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تصبح مصدراً للإرهاب عندما تكون في بيئة سياسية اجتماعية تنتج اليأس والإحباط، وتحضّ على العنف والكراهية، وتشيع الفوضى وعدم الاستقرار في العالم".
وذكّر المتحدث ذاته بأنّ "دولة قطر واصلت جهودها الكبيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز التعاون مع كافة المؤسسات الأممية لتحقيق هذا الهدف، وتنفيذ الالتزامات المترتبة على انضمام دولة قطر إلى أغلب الصكوك الدولية ذات الصلة، واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ كافة القرارات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أنّ دولة قطر، حرصت أيضاً على التنفيذ الدقيق والفعال للالتزامات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله، سواء ما يتعلّق منها بتجميد الأصول أو حظر السفر أو حظر الأسلحة بحق جميع الأشخاص والكيانات المدرجة على القوائم الموحدة للجان مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب؛ كما حرصت على التعاون مع لجان مجلس الأمن وفرق الخبراء وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مكافحة الإرهاب ودعم ولايتها.
ولفت إلى أنّ قطر، قدّمت هذا العام مساهمة مادية لدعم مهام فرقة العمل، بالإضافة إلى تقديم مساهمة بمبلغ 250 ألف دولار لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، كما تم التوقيع في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي على مذكرة تفاهم بين دولة قطر ومؤسسة "صلتك" وفرقة العمل المعنية بمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وذلك في إطار بناء القدرات وإطلاق مشاريع تستهدف الوقاية من التطرف العنيف ومعالجة جذور الإرهاب في المنطقة.
ولفت أيضاً إلى إنهّ "في إطار حرص دولة قطر على تعزيز التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب وحرمان الجماعات الإرهابية من مصادر التمويل؛ وقّعت دولة قطر اتفاقات ثنائية للتعاون والتنسيق، ومنها مذكرة التفاهم الموقعة في يوليو/تموز من هذا العام مع الولايات المتحدة، لمكافحة تمويل الإرهاب".
وأضاف أنّه "استكمالاً لجهود دولة قطر في هذا المجال، فإنّها من الدول المشاركة بفاعلية في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، والذي أحرز نجاحات هامة في مكافحة الإرهاب، وتستضيف دولة قطر القاعدة الجوية الأميركية التي تنطلق منها العمليات الجوية للتحالف ضد الإرهاب في المنطقة".
وتابع قائلاً إن "دولة قطر تواصل تعاونها في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، كما أنّها من المؤسسين للصندوق العالمي لإشراك المجتمعات المحلية وتعزيز قدرتها على التكيّف، والذي يولي أهمية خاصة لحماية الشباب من أفكار ومخططات المجموعات المتطرفة، وقد قدمت دولة قطر دعماً للصندوق بمبلغ 5 ملايين دولار، وهي من أكبر الدول المانحة للصندوق، الذي سيعقد اجتماعه بالدوحة خلال الفترة من 5 - 6 ديسمبر/ كانون الأول القادم".
وبيّن كذلك أنّه "في سياق الوقاية من التطرّف المفضي للإرهاب، انتهجت دولة قطر نهجاً شاملاً ينطوي على ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، إذ تقوم بدور ريادي في الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب".
وذكّر بأنّ الدوحة تستضيف عددًا من المراكز الفكرية والتنويرية والوسطية الرائدة في المنطقة، التي تدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتساهم في رفع الوعي بحرية التعبير وحرية الصحافة، وبما يساهم في التصدّي لاستغلال مكافحة الإرهاب لتحقيق مآرب سياسية.
وانسجاماً مع الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، واصلت دولة قطر، بحسب المتحدّث، "تعزيز وتنفيذ التشريعات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، وبما يتماشى مع سياسة دولة قطر والتزاماتها الوطنية والإقليمية والدولية".
وأشار إلى "المرسوم الأميري الصادر بتاريخ 20 يوليو/تموز 2017، ضمن قانون تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية، وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب، واستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية، وتحديد إجراءات إدراج الأفراد والكيانات، وضمان حق ذوي الشأن بالطعن في قرار الإدراج أمام محكمة التمييز".
وأوضح أنّ "هذا القانون يُضاف إلى التشريعات السابقة، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، قانون حظر الاستخدام غير المشروع للوسائل الإلكترونية لأهداف على صلة بالإرهاب، وكذلك تنظيم عمل الجمعيات الخيرية بما يحول دون إساءة استخدامها لأي غرض خارج الأهداف الإنسانية التي أنشئت من أجلها".
وأضاف أنّ "الجهود والسجل الثري والمشرّف لدولة قطر في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها الدولية يؤكد الدور الإيجابي الفعال الذي تضطلع به في مكافحة الإرهاب، ولن تثنيها عن مواصلة هذه السياسة كافة العقبات الرامية للنيل من مكانة وسمعة دولة قطر على الساحة الدولية".
واختتم الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، بيان دولة قطر، قائلًا: "نجدّد استعدادنا لمواصلة العمل في إطار اللجنة السادسة والفريق العامل من أجل وضع الصيغة النهائية للإجراءات المتصلة بمشروع الاتفاقية الشاملة المتعلقة بالإرهاب الدولي، والعمل مع كافة المؤسسات الدولية لاستئصال خطر الإرهاب".
(قنا)
وأشار إلى "المرسوم الأميري الصادر بتاريخ 20 يوليو/تموز 2017، ضمن قانون تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية، وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب، واستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية، وتحديد إجراءات إدراج الأفراد والكيانات، وضمان حق ذوي الشأن بالطعن في قرار الإدراج أمام محكمة التمييز".
وأوضح أنّ "هذا القانون يُضاف إلى التشريعات السابقة، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، قانون حظر الاستخدام غير المشروع للوسائل الإلكترونية لأهداف على صلة بالإرهاب، وكذلك تنظيم عمل الجمعيات الخيرية بما يحول دون إساءة استخدامها لأي غرض خارج الأهداف الإنسانية التي أنشئت من أجلها".
وأضاف أنّ "الجهود والسجل الثري والمشرّف لدولة قطر في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها الدولية يؤكد الدور الإيجابي الفعال الذي تضطلع به في مكافحة الإرهاب، ولن تثنيها عن مواصلة هذه السياسة كافة العقبات الرامية للنيل من مكانة وسمعة دولة قطر على الساحة الدولية".
واختتم الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، بيان دولة قطر، قائلًا: "نجدّد استعدادنا لمواصلة العمل في إطار اللجنة السادسة والفريق العامل من أجل وضع الصيغة النهائية للإجراءات المتصلة بمشروع الاتفاقية الشاملة المتعلقة بالإرهاب الدولي، والعمل مع كافة المؤسسات الدولية لاستئصال خطر الإرهاب".
(قنا)