وتعدّ المحطة هي الأولى في البلاد، على أن ينشأ المزيد من المحطات خلال العام الجاري، ويجري تشغيلها ومراقبتها من قبل مركز حمد الدولي للتدريب التابع لمؤسسة حمد الطبّية، و"غلاي" لفظة مستخدمة في اللهجة القطرية الدارجة ليصف المتحدث شخصاً يحبه، وخصوصاً طفله، وتعني بالفصحى "الغالي علي".
وقالت الكواري في تصريح صحافي، إن "السلامة المرورية تعدّ عنصراً أساسياً في الخطة العالمية الخاصة بعقد العمل من أجل السلامة على الطرق (2011 - 2020)، وقطر من الدول الرائدة في تقديم هذه الخدمة الفريدة من نوعها، التي تهدف إلى إنقاذ حياة الأطفال".
ويهدف البرنامج إلى نشر الوعي والتثقيف على كيفية استخدام مقاعد الأطفال في السيارات، وبالأهمية البالغة لاستخدام مقاييس ومعايير أمن وسلامة الأطفال، وتقوم عليه لجنة تضم عدداً من الوزارات والهيئات والمؤسسات، وفقاً لمدير إدارة التوعية المرورية، العقيد محمد الهاجري.
ومع تدشين أول محطة لبرنامج "غلاي"، ستعمل الإدارة العامة للمرور على تقديم الدعم لهذا البرنامج، من خلال العمل على تسهيل تركيب كراسيّ الأطفال، والتوعية بأهمية استخدام كراسيّ الأطفال في المركبات، إلى جانب تشديد الإجراءات القانونية على المخالفين الذين يسمحون للأطفال بالجلوس في المقاعد الأمامية.
وأشار الهاجري، في كلمته خلال مؤتمر صحافي لإطلاق المحطة، إلى أن "وجود كرسيّ للأطفال في السيارة لم يعد رفاهية، ولا من الكماليات، بل أصبح ضرورة للحدّ من الإصابات التي يتعرض لها الأطفال في الحوادث بسبب الجلوس في المقاعد غير المخصصة لهم"، موضحاً أن دراسة لمنظمة الصحّة العالمية في 2016، أكدت أن استخدام كراسيّ الأطفال بالطرق الصحيحة يسهم في خفض وفيات الأطفال الرضّع بنحو 70 في المائة، وخفض وفيات الصغار بنسبة تتراوح بين 54 إلى 80 في المائة.
وكشف أمين سرّ اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، العميد محمد المالكي، عن تشريعات جديدة تساهم في مزيد من حماية الأطفال من الإصابات أثناء تعرض المركبات لحوادث الطرق، وقال إنّ "من بين هذه التشريعات إلزامية وضع كراسيّ للأطفال في المركبات، وتحديد عدد الركاب داخل المركبة، وإلزامية ربط حزام الأمان في المقاعد الخلفية".
وأشارت إحصائيات سنة 2018، إلى أن نسبة الوفيات في الحوادث المرورية أصبحت لا تتجاوز 4.9 لكل 100 ألف نسمة في قطر، بعدما كانت 14 وفاة لكل 100 ألف نسمة في 2011، رغم زيادة عدد السائقين والمركبات والطرق الجديدة.
وقال مدير مركز حمد الدولي للتدريب ومدير برنامج "غلاي"، خالد سيف الدين، إن "البرنامج الجديد سيؤدي دوراً هاماً في تعزيز الوعي بسلامة المواليد وصغار السنّ في المركبات. عدد المواليد في قطر يبلغ 20 ألفاً سنوياً، ولذلك من الأهمية إطلاق هذه المبادرة لحماية الأطفال الصغار من حوادث الطرق".