قطر تدشن "طريق المجد" أطول شوارعها السريعة وأضخمها

07 فبراير 2019
لحظة افتتاح "طريق المجد" اليوم الخميس (هيئة الأشغال العامة)
+ الخط -


دشنت قطر، اليوم الخميس، في احتفال أقيم بحضور رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، "طريق المجد"، أضخم وأطول طرقها السريعة، والذي يربط بين شمال قطر وجنوبها وشرقها وغربها.

ويخدم الطريق الذي أطلقت عليه تسمية "طريق المجد"، في إشارة لصمود قطر في وجه الحصار الذي تتعرض له منذ يونيو/ حزيران 2017، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، 30 منطقة سكنية بالبلاد، والعديد من المرافق الاقتصادية وملاعب كأس العالم، ويبدأ من طريق مسيعيد جنوباً، وصولاً لطريق راس لفان وطريق الخور السريع شمالاً، ويشمل 18 تقاطعاً تربط كافة الشرايين الرئيسية في البلاد، لاتصاله بطرق الوكير والدائري السابع وسلوى والسيلية ودخان.

ويتميز طريق المجد الذي يبلغ طوله نحو 195 كيلومتراً، بكونه طريقاً سريعاً يتألف من 7 مسارات في كل اتجاه بين مسيعيد والخور والتي تستوعب نحو أكثر من 14 ألف مركبة في الساعة ليصبح من أكثر الطرق أماناً في قطر، حيث تم تصميمه بمعايير دولية تخفض من احتمالات وقوع حوادث، وتم فصل حركة مرور الشاحنات في مسارين عن حركة مرور المركبات الخفيفة في 5 مسارات.

ويضم الطريق 18 تقاطعاً ليوفر تدفقاً مرورياً حراً، وهو ما يساهم في اختصار زمن الرحلة إلى نحو أكثر من 50% مقارنة بالزمن الذي كانت تستغرقه الرحلة نفسها من خلال الطرق القائمة، كما يخدم طريق المجد نحو 30 منطقة سكنية وفي مقدمتها مسيعيد والوكرة والوكير ومناطق جنوب الدوحة وأبونخلة ومكينيس ومعيذر والسيلية والمعراض.

كما يسهل الوصول إلى الوجبة والريان فضلاً عن الشيحانية ودخان ومناطق الخيسة وأم صلال محمد وأم صلال علي، وصولاً إلى لوسيل واللؤلؤة شرقاً إلى جانب المناطق الشمالية والخور وراس لفان.

ويعزز طريق المجد الحركة المرورية إلى العديد من المرافق الاقتصادية، مثل ميناء حمد ومطار حمد الدولي والمنطقة الصناعية والمناطق اللوجستية، مثل مناطق القرية اللوجستية، كما يعمل على سهولة الوصول إلى المراكز والأسواق التجارية، مثل قطر مول والسوق المركزي، فضلاً عن المناطق السياحية، مثل اللؤلؤة وكتارا، والمرافق الترفيهية، مثل مجمع احتفالات الرفاع والظعاين، والعديد من الشواطئ، مثل سيلين والوكرة والخور وسميسمة.

ويعزز إنجاز طريق المجد أعمال البنية التحتية الخاصة باستعدادات كأس العالم في موعدها، حيث يوفر طريق المجد ربطاً مباشراً مع عدد من الاستادات، مثل استاد الريان واستاد لوسيل. ويسهل طريق المجد الوصول إلى استاد البيت واستاد الوكرة واستاد الثمامة واستاد راس بوعبود، فضلاً عن استاد مؤسسة قطر واستاد خليفة وغيرها من المرافق الرياضية بعيداً عن زحام الدوحة.

وقال وزير المواصلات والاتصالات، جاسم سيف السليطي، إن "طريق المجد" سيحدث قفزة في قطاع النقل البري في البلاد وطفرة في التجارة الداخلية والخارجية، حيث يعزز حرية نقل السلع والمواد والأفراد من كافة المنافذ في البلاد وإليها، مضيفاً في تصريحات صحافية، أن "الطريق يتصل مباشرة بطريق ميناء حمد جنوباً، ويسهل الوصول إلى ميناء راس لفان وميناء الرويس شمالاً، فضلاً عن أنه يسمح بسهولة الوصول إلى مطار حمد الدولي".

وأكد وزير المالية القطري علي شريف العمادي، في تصريحات مماثلة، "تخصيص الميزانية الكافية لإنجاز هذا المشروع الضخم. وأن الحكومة ملتزمة بتوفير كافة الأموال المخصصة لتطوير وإنشاء البنى التحتية المختلفة، وفي مقدمتها شبكة الطرق التي تخدم ملاعب كأس العالم"، إلا أنه لم يكشف عن كلفة المشروع.

واعتبر وزير البلدية والبيئة عبدالله السبيعي، أن "إطلاق هذا الاسم (طريق المجد) له مدلول ومغزى كبيرين"، موضحاً أن الاسم جاء تيمّناً بـ"تميم المجد"، وهو "رمز الصمود والعزة في مواجهة الحصار الجائر على قطر".

وكان رئيس هيئة الأشغال العامة "أشغال"، سعد بن أحمد المهندي، قد أكد أن إنجاز الطريق في موعده رغم الحصار الظالم على دولة قطر يبرهن على أن قطر ماضية في شق طريقها، والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال توفير بنية تحتية ذات مواصفات عالمية والتي ستساهم في تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والتنمية المستدامة تماشياً مع رؤية قطر 2030، وأشار إلى أن "طريق المجد" سيصبح شريان وعصب شبكة الطرق في قطر، كما سيصبح حلقة وصل رئيسية لملاعب كأس العالم. مبيناً أن هيئة الأشغال العامة حرصت على الانتهاء من الطريق قبل انطلاق المونديال العالمي بنحو 4 سنوات.

وشهدت رحلة إنجاز المشروع على مدار 4 سنوات نحو 89 مليون ساعة عمل، وتم استخدام أكثر من 7 ملايين طن من الإسفلت ونحو مليون و300 ألف متر مكعب من الخرسانة، إلى جانب أكثر من 200 ألف طن من حديد التسليح، وتركيب نحو 1200 كيلومتر من الحواجز الحديدية على امتداد الطريق، فضلاً عن تركيب ما يقارب 10 آلاف عمود إنارة.

وانطلقت أعمال تطوير وإنشاء 4 طرق جديدة بطول نحو 195 كيلومتراً عام 2014، حيث تم تحويل طريق الشاحنات الذي كان يتألف من مسارين في كل اتجاه إلى 7 مسارات في كل اتجاه ـ طريق المجد ـ حالياً، وتضمن المشروع تطوير طريق مسيعيد من مسارين في كل اتجاه إلى 4 مسارات في كل اتجاه.

هذا إلى جانب إنشاء طريق ميناء حمد ليتكون من 4 مسارات في كل اتجاه، وكذلك تحويل أكثر من 13 كيلومتراً من طريق الوكير إلى طريق سريع يتألف من 4 مسارات في كل اتجاه بدلاً من مسار واحد في كل اتجاه، كما يحتوي الطريق على جزيرة وسطى لتوسعة الطريق مستقبلاً إلى 9 مسارات أو إقامة مسار للقطارات.
دلالات
المساهمون