ارتفعت أسعار لحوم الدجاج بسورية بنحو 300 في المائة خلال ثلاثة أشهر الأخيرة، ليصل سعر كيلو الفروج إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية، فيما يصل الدولار إلى 2100 ليرة سورية.
ويقول مربي الدواجن السابق، عمر العلو من ريف إدلب لـ"العربي الجديد" إنه منذ عامين وقطاع الدواجن في تدهور متواصل، إذ بدأ الانهيار منذ تراجع سعر الصرف ومن ثم ارتفاع أسعار الأعلاف والصيصان، لتتوالى الخسائر ويبتعد مربو الدواجن بمناطق الشمال السوري عن هذه المهنة.
وعن دور القطاع الحكومي ومؤسسة الأعلاف في تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مشجعة للمربين، يضيف العلو، "تعلن حكومة بشار الأسد عبر مؤسسة الأعلاف أن سعر طن الذرة الصفراء 338 ألف ليرة وطن كسبة القطن 300 ألف ليرة، لكنها لا تؤمن تلك المواد وتمنح إجازات الاستيراد لبعض النافذين، ليبيعوا الأسعار بضعف السعر الرسمي المعلن، حيث يصل حالياً سعر طن العلف، إن وجد إلى 450 ألف ليرة".
من جهته، يقول الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة إن هناك أيادي خفية تسعى إلى تدمير قطاع الدواجن بغية استيراد المجمد وغايتها المزيد من الثراء الفاحش، وإنّ اتساع رقعة الاتجار باللحوم عبر البحار يحمل مخاطر صحية جسيمة تتمثل بإمكانية نقل وتوطين أمراض تصيب الانسان والحيوان.
فيما يشرح المهندس يحيى تناري لـ"العربي الجديد" أنه بعد خروج المزارع عن هذه المهنة بمدن الجزيرة السورية "دير الزور، الرقة والحسكة" وعزوف المربين بمحافظة إدلب وحلب عن العمل، بقيت بعض المنشآت الحكومية والخاصة، لكنها لا تسد أكثر من 20 في المائة من حاجة السوق بعد توقف أكثر من 80 في المائة من المنشآت عن الإنتاج.
ويؤكد المهندس السوري أن قطاع الدواجن كان يشغل أكثر من 1.2 مليون سوري، لكنه اليوم توقف وتحولت سورية لمستورد، بعد ما يراه تعمداً من بعض التجار وإهمالاً وانسحاباً من حكومة الأسد، بقتل هذه المهنة.
ويشير تناري إلى أن القطاع الحكومي عبر مؤسسة الدواجن، كان يمتلك أكبر 11 منشأة لإنتاج البيض والصيصان والفروج، لكن توقف معظمها اليوم، فضلاً عن إقفال معظم منشآت القطاع الخاص التي بلغت قبل عام 2011 نحو 12 ألف منشأة " فيما التقديرات اليوم تشير إلى وجود 1500 منشأة أهمها بأرياف حماة وحمص ودمشق". وكان قطاع الدواجن بحسب إحصاءات رسمية، يشكل ثقلاً وداعماً للاقتصاد، عبر مساهمة لحوم الدواجن بحوالي 54 في المائة من إجمالي استهلاك السوريين من اللحوم.