أنا أعرف أكثر من هذا الذي أكتبه
لكني لا أعرف كيف أكتبه
عندما جلسنا أنا وأنتِ
ودار حديث عن العلب الفارغة في بيوت الجدّات
وعن رائحةٍ
لم نعرف في أية خانة يمكن أن نضعها:
رائحة الكومدينا في بيت جدتك
وهذه المتروكات العتيقة التي تسمى ذكريات
ورفوف الحنين التي بنتها خالاتك
عن أخوالك الذين سافروا
وكنت تظنّين أنهم من جلّاس زيوس في جبال الألب
لأن أُمك تظن ذلك
(هم في الحقيقة أنصاف أوغاد وأنصاف مناضلين)
رفوف مليئة، أيضاً، بصور مؤدَّبة
تثير الكآبة في أحسن الحالات.
عندما جلسنا أنا وأنتِ
لم أكن أريد أكثر من قطرة ماضي واحدة
على حموضة الكلام
في لغة الحداثة
التي أجتهد كي أصل اليها.
* شاعر من فلسطين