دمّر قصف جوي، يُعتقد أنّ طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الروسي نفّذته الثلاثاء، أجزاء واسعة من المتحف الأثري، في مدينة معرة النعمان، جنوب شرقي مدينة إدلب، شمال غربي سورية.
وقال عضو المجلس المحلي في المدينة، مصطفى أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، "إنّ القصف أسفر عن دمار كبير في الجناحين الغربي والشمالي من المتحف، اللذين يضمان القطع الأثرية التي تمّ نقلها إليهما بسبب قصف سابق".
وأشار إلى أن "سقف المتحف الأثري أصيب بأحد الصواريخ، ما أدى إلى حدوث حفرة كبيرة فيه، نفذ منها الصاروخ إلى القطع الأثرية الموجودة في الداخل".
كما لفت إلى أنّ "المتحف محميّ من قبل فصائل "الجيش الحر" في المدينة، لمنع حدوث سرقات أو عمليات تخريب في القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين".
وبيّن المتحدث أنّ "اللوحات الفيسفسائية التي يشتهر بها المتحف تعرّضت لأضرار بالغة، ولم تحمها أكياس الرمل التي وُضعت من أجل حمايتها، في وقت سابق".
ويعتبر المتحف، الذي يعود تاريخه إلى نحو 500 عام إبان الحكم العثماني لسورية، أكبر مستودع للقطع الفسيفسائية في الشرق الأوسط، إذ يُعرض فيه نحو 1600م2 من الموزاييك تعود إلى فترات تاريخية عديدة، وثمة 400م2 أخرى موجودة في المستودعات، حيث ضاق المتحف بمحتوياته والمكتشفات الكثيرة من الآثار في المنطقة.
وقد تعرّض للقصف عدة مرات، وحولته قوات النظام إلى ثكنة عسكرية عام 2012، وبمجرد السيطرة على المتحف من قبل المعارضة، قامت لجنة شعبية من أهالي المعرة بتنظيف المتحف وإزالة الكتابات الموجودة على جدران الخان وفرزت كتيبة لحراسته.
كما بلغ عدد اللقى الأثرية التي سُرقت من هذا المتحف، نحو ثلاثين قطعة، فيما لم تُصب المخطوطات بأي أذى، وتم حفظها في مكان آمن.