شهدت العاصمة الليبية طرابلس، ليل السبت، قصفاً جوياً في عدة مواقع، فيما لا تزال عملية "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق تعزز مواقعها جنوب طرابلس.
وأكد المتحدث الرسمي باسم العملية، محمد قنونو، أن الغارات التي شهدتها طرابلس، ليل البارحة، تمت بواسطة طائرة من دون طيار، مشيراً إلى أن إحدى قذائفها استهدفت مزرعة في منطقة السبعة بالمدينة.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات مرئية لقذائف الطائرة وهي تستهدف أحياء مدنية، ليل البارحة السبت.
وبعد لحظات من القصف نفت إدارة مطار امعيتيقة الدولي صحة الأنباء بشأن غلق الأجواء وإيقاف رحلاته، بعد انتشار أنباء تفيد بتعرّضه للقصف.
وفي سياق متصل، ذكر قنونو أن قوات "بركان الغضب" عززت مواقعها في محوري الزهراء والسواني جنوب غرب العاصمة، فيما كانت طلائع قواتها تتقدم باتجاه غريان، وتحديداً منطقة الهيرة التي لا تفصلها عن غريان سوى بضعة كيلومترات، مشيراً إلى أن طيران قوات الحكومة قصف مواقع حفتر داخل غريان وحولها تسع مرات، يوم السبت.
وعن محاور القتال الأخرى، قال "في شرق العاصمة، حسمت قواتنا الأمر في كامل منطقة عين زاره وأغلب وادي الربيع، وباتت خلايا حفتر محاصرة في موقعين اثنين فقط، ولا يزال التفاوض جاريا لتسلم الخلايا مواقعها، خصوصاً بعد أن قُطعت خطوط اتصالاها وإمدادها بترهونة، من خلال سوق الخميس"، لافتا إلى أن عددا من مسلحي هذه الخلايا سلّموا أنفسهم طواعية.
ورجّح قنونو أن تبدأ معركة غريان قريباً، مضيفاً أن "التقاء المحاور واكتمال السيطرة على الساعدية، مسألة وقت، لتنتقل المعركة إلى مرحلتها الجديدة لتحرير غريان".
وعن الأوضاع الحالية، قال "حتى ساعات صباح اليوم الأحد، فإن المحاور في منطقة الساعدية والهيرة مشتعلة، والاشتباكات على أشدها، وقد سيطرت قواتنا على منطقة بير التوتة قرب سوق الخميس، وهو تمركز مهم لقوات حفتر، قصفت من خلاله الأحياء المدنية بصواريخ الغراد، في المدة الماضية".
وفيما اعترف المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، بتعرّض قوات حفتر لغارات جوية مكثفة على غريان، إلا أنه أكد أن مقاتلي حفتر داخل عين زاره ووادي الربيع لا يزالون يحتفظون بتمركزات قوية.
وقال المسماري، في مؤتمر صحافي، مساء السبت، إن "قواتنا تخوض معارك شرسة في منطقة الكسارات، استعداداً لاستعادة السيطرة على العزيزية".
وعكس تصريحات قنونو بشأن انهيار قوات حفتر في حي عين زاره ووادي الربيع، قال المسماري إن "قواتنا في محوري عين زاره ووادي الربيع تحافظ على مواقعها القوية وتواصل تقدّمها داخل العاصمة".
وعلى صعيد منفصل، وثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي في ليبيا مقتل 83 مدنياً وإصابة 18 آحرين.
وفيما قال المكتب إن أعداد النازحين من مناطق الاشتباكات تجاوزت 31 ألف شخص، أعلن مركز الطب الميداني والدعم، مساء السبت، أن فريق الإخلاء التابع له قام بتوفير ممر آمن لخروج 5 عائلات من مقسم الكحيلي في منطقة عين زارة، وآخر لعائلتين من منطقة خلة الفرجان، مؤكدا وجود عشرات الأسر العالقة داخل مناطق الحرب جنوب طرابلس.