قصف انتقامي يتسبب في حركة نزوح من ريف حماة

27 مارس 2017
قُتل الطبيب السوري علي درويش في قصف مستشفاه (فيسبوك)
+ الخط -
تسبب القصف الجوي العنيف الذي تشنه قوات النظام السوري على مناطق المعارضة المسلحة في ريف حماة، في حركة نزوح لأهالي القرى والبلدات، إذ نزحت مئات العائلات من مناطق المعارضة إلى ريف إدلب الجنوبي، ونزحت عائلات من مناطق سيطرة النظام إلى قلب مدينة حماة.


وزاد القصف الكثيف الذي تشنه طائرات النظام السوري من تدهور الوضع الإنساني، إذ استهدف المستشفيات القليلة العاملة في المنطقة، كمستشفى كفرزيتا، ومستشفى اللطامنة الجراحي، والذي قُتل أحد أطبائه وأحد المصابين فيه، إضافة إلى نحو 30 حالة اختناق بين الكوادر الطبية، فيما يؤشر لاستخدام غازات سامة في القصف.

من جانبها، أكدت مديرية صحة حماة، أن "مستشفى اللطامنة خرج بشكل كامل عن الخدمة، بعد استهدافه مباشرة ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور السام، في حين لم تكن الأقنعة الواقية من الغازات وأجهزة الأوكسجين متوفرة في المستشفى".

وأوضحت المديرية، أن "الطبيب علي الدرويش لقي مصرعه بعد أن استنشق الغاز السام، خلال تواجده في غرفة العمليات أثناء أداء واجبه الإنساني في معالجة الجرحى"، ودعت الجمعيات والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى "العمل على إيقاف الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الكوادر الطبية والمؤسسات الطبية".

وقال علاء الدين الحموي، من تجمع شباب اللطامنة: "تشهد البلدة حركة نزوح مستمرة باتجاه القرى المجاورة والمحررة في ريف إدلب الجنوبي. البعض اتخذ من الكهوف الموجودة في المنطقة ملجأ للهرب من القصف. وضع المدنيين بات سيئاً للغاية في اللطامنة بسبب القصف المستمر والمكثف من طائرات النظام والطيران الروسي. وبالنسبة للجرحى هناك نقاط إسعاف أولية. حتى من يعملون في الأراضي الزراعية لا يسلمون من القصف".

ويوضح صبحي سيف الدين، وهو ممرض متطوع من أهالي كفرزيتا: "لم تعد هناك خدمات طبية كافية في ريف حماة، عشرات من زملائي أصيبوا بغارة على المشفى، نقوم بتضميد أولي للجرحى والمصابين وإرسالهم إلى مستشفيات في ريف إدلب، فيما ترسل الحالات الخطرة إلى المستشفيات الحدودية، ويتم نقل الجرحى بسيارات المواطنين، إذ لا توجد سيارات إسعاف مجهزة، وفي معظم الأحيان لا يرافق المصاب أحد من الكوادر الطبية، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على حياته".



ويضيف سيف الدين، "لم يعد بإمكان كثير من المواطنين العمل في أراضيهم. يجد الناس في أراضيهم قنابل غير منفجرة. تُوفي الشهر الماضي أحد أقاربي في أرضه حين اقترب من قنبلة عنقودية غير منفجرة. وبالأمس، انفجرت قنبلة بالقرب من سيارة إحدى العائلات النازحة من البلدة، وتسببت في إصابتهم. كلما هربنا من الموت نجده أمامنا".

وأعلنت مديرية الدفاع المدني في ريف حماة، عن حملة تطوعية لوضع لافتات تحذيرية لتنبيه المدنيين بعدم الاقتراب من الأراضي التي يوجد فيها قنابل عنقودية. وقال أحمد الأكرم، وهو ناشط إعلامي من طيبة الإمام، إن "أهالي بلدات كفرزيتا وحلفايا ومورك واللطامنة وطيبة الإمام ولحايا ولطمين، يعيشون تحت قصف جنوني تشنه قوات النظام انتقاماً من التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة باتجاه مناطق سيطرته. تجاوز العدد 130 غارة، أمس الأحد، فقط".

وأضاف "كثير من عائلات هذه المناطق نزحت إلى ريف إدلب هرباً من القصف، فيما يفضل البعض البقاء في بيته تحت الخطر على أن ينزح إلى خيمة، خاصة أنه لا توجد منطقة آمنة، فحتى ريف إدلب يتعرض للقصف، ولكن بوتيرة أقل، بعد قصف المشفى بالكلور، هناك خوف جماعي من استخدام الغازات السامة من جديد ووقوع مجازر".

وأوضح الأكرم، "يحيط النظام مدينة حماة بحزام من الموالين والشبيحة، ندرك أنه لن يتوانى عن ارتكاب أي جريمة للبقاء في هذه المناطق، وفي المقابل نزحت عائلات بلدات محردة والسقيلبية التي يسيطر عليها النظام إلى داخل مدينة حماة وعمق سهل الغاب".