ويصل عدد جسور المدينة إلى 25 جسراً، منها 14 جسراً نهرياً، و11 جسراً برياً للعبور فوق الوديان، وتعتبر جسور دير الزور الطرق الأساسية التي يستخدمها السكان للتنقل بين البلدات والقرى وبين الريف والمدينة، الأمر الذي جعل منها هدفاً لقصف الأطراف المتنازعة، وبشكل خاص قوات التحالف الدولي والنظام السوري.
وتعرضت جسور المدينة لـ29 اعتداء، 15 منها على يد قوات التحالف الدولي، و9 على يد قوات النظام السوري، و2 على يد تنظيم "داعش"، و1 على يد القوات الروسية، واعتداءان لم يحدد المسؤول عنهما. وتسببت الاعتداءات بتضرر 19 جسراً وخروج 14 منها من الخدمة، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقال فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن "عواقب تدمير كل هذا الكمِّ من الجسور كارثية على حياة السكان وعملهم ومعيشتهم، وخاصة بعد اكتظاظ دير الزور إثر نزوح عائلات عراقية كثيرة من الموصل، كما أنها كانت ذات أثر محدود على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولم نسجل استخداماً لها في العمليات العسكرية بشكل منتظم".
وتسبب قصف الجسور وتدميرها وعدم القدرة على إصلاحها، بتداعيات اقتصادية واجتماعية مسَّت حياة السكان بشكل عميق ومباشر، حيث أدى ذلك إلى تقييد شديد في تنقلاتهم بين الريف والمدينة، وبين قرى وبلدات الريفين الغربي والشرقي، الأمر الذي أثَّر على الحركة الاقتصادية، وتسبَّب في جمود ملحوظ في حركة الأسواق، وبالتالي قلص قدرة المدنيين على تأمين حاجياتهم اليومية.
كما انعكس الوضع على الحالة الصحية، حيث تتركز المشافي والمراكز الطبية في المدن الرئيسة، وتعقَّدت عمليات نقل المرضى، واضطر الأهالي إلى الاعتماد على القوارب لعبور النهر، لكنَّ ذلك أدى إلى أعباء مادية ومعنوية، كما تعرَّضت بعض القوارب لحوادث غرق.
وتعد محافظة دير الزور ثاني أكبر محافظات سورية من حيث المساحة، وكانت انضمَّت إلى الحراك الشعبي السوري نحو الديمقراطية في آذار/ مارس 2011، وخرجت أجزاء كبيرة منها عن سيطرة قوات النظام نهاية عام 2013، إلى أن سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على أجزاء واسعة منها في يوليو/تموز 2014.
(العربي الجديد)