قصف "هستيري" للنظام على ريف حمص الشمالي تمهيداً لعملية برّية

30 ابريل 2018
تضم المنطقة المستهدفة سهل الحولة والرستن وتلبيسة(ثائر حمصي/Getty)
+ الخط -

 

يواصلُ طيران النظام السوري الحربي والمروحي، دكّ ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، في تمهيد على ما يبدو للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق، في منطقة تضم أكثر من 300 ألف مدني محاصرين منذ سنوات عدة.

وتركزّ القصف خلال الساعات الـ24 الأخيرة، على مستشفياتٍ ومراكز خدمية في تلك المنطقة، وهي استراتيجية اتبعها النظام سابقاً في عشرات المناطق، حيث يبدأ بتدمير المرافق الخدمية والطبية، للضغط على المدنيين، وإضعاف معنوياتهم، وإجبارهم في النهاية على هجر بيوتهم في مناطق سكنهم الأصلية.

وأكد ناشطون أن مدينة الرستن، كبرى مدن ريف حمص الشمالي، تتعرض اليوم الإثنين لقصف وصفوه بـ"الهستيري"، بكافة أنواع الأسلحة، مشيرين الى صعوبة إحصاء عدد القذائف والصواريخ، والطائرات المروحية والحربية التي تتناوب باستمرار على قصف منازل المدنيين منذ الصباح.

ووثقت فرق الدفاع المدني السوري مقتل ستة مدنيين، وإصابة نحو 40 مدنياً أمس واليوم في مدينة الرستن.

من جهته، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن مناطق في الريف الشمالي لحمص، تشهد عمليات قصف جوي وصاروخي مكثف منذ فجر اليوم الاثنين، مشيراً الى تناوب سربٍ من الطائرات الحربية والمروحية على قصف المنطقة بشكل مكثف بالبراميل المتفجرة والغارات، التي طاولت مدينة الرستن وقرية الزعفرانة في ريف تلبيسة ومناطق أخرى في الريف ذاته.

ويتزامن القصف الجوي للنظام مع قصف صاروخي مكثف بعشرات القذائف والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، بينهم نساء.

وأشار "المرصد" الى أن عمليات القصف المكثف هذه، "تأتي بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقتي الريف الشمالي لحمص وريف حماة الجنوبي، من عناصر وعتاد ومدرعات وذخيرة، تحضيراً لعملية عسكرية، تهدف إلى إنهاء وجود الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة في هذه المنطقة، واستعادة السيطرة عليها من قبل النظام".

وقالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، اليوم، إن الطيران الحربي يمهد للبدء بعملية عسكرية برّية واسعة خلال الأيام القليلة المقبلة، لاستعادة السيطرة على كامل الريف الشمالي لمدينة حمص وسط البلاد.

ودمر القصف الجوي اليوم الاثنين، مستشفى الرستن المركزي، وأخرجه عن الخدمة تماماً، بعدما كان قد دمر أمس مستشفى الزعفرانة، الذي كان يعد من أهم المشافي العاملة في ريف حمص الشمالي، ويخدم أكثر من 25 بلدة وقرية يقطنها ما يقارب 70 ألف مدني في الريف المحاصر.

وحُرم نحو 140 ألف مدني من الخدمات الطبية، نتيجة القصف الممنهج على المستشفيات في المنطقة، أمس واليوم.


وفشلت مفاوضات بين فصائل المعارضة السورية والجانب الروسي في التوصل لاتفاق يبعد شبح الحرب عن ريف حمص الشمالي وأجزاء من ريف حماة الجنوبي بسبب الشروط التي يفرضها الضباط الروس.

وتضم المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة العديد من المدن والبلدات التي يقطن فيها نحو 300 ألف مدني، منها الرستن وتلبيسة، والدار الكبيرة، وحر بنفسه، إضافة الى سهل الحولة التي يضم بلدات عدة في شمال غربي حمص.

المساهمون