تقصف قوات النظام السوري منذ صباح اليوم الثلاثاء، قرى وبلداتٍ عدة بمحافظة درعا جنوب غرب سورية، وكانت فصائل بالجيش الحر قد هاجمت رتلاً عسكرياً للنظام، مع تقدم قوات الأخير أمس، لكتيبةٍ تقع عند قريتي حران ومسيكة شرق بصر الحرير، بريف درعا الشرقي.
وأغار طيران النظام الحربي ظهر اليوم، في مناطق عديدة شمال شرقي درعا، أبرزها؛ ناحتة وأم ولد ومسيكة، فيما شهدت بلداتٌ أخرى شرقي درعا، قصفاً مدفعياً متقطعاً.
وألقى طيران النظام مناشير في محافظة درعا، اطلع "العربي الجديد" على أحدها، وقد كُتب فيه تهديدٌ صريحٌ للسكان، من أن مصيرهم سيكون مشابهاً لمصير المدنيين في الغوطة الشرقية، إن لم يرضخوا لـ"المصالحة" التي يروج لها النظام. كما أُرفِقت المناشير بصورةً تُظهر المدنيين الذين نزحوا من الغوطة أثناء الحملة العسكرية عليها، ابتداء من فبراير/شباط، ومارس/ آذار الماضيين.
وكان الجيش السوري الحر من جهته، قد شن هجوماً على رتلٍ عسكري لقوات النظام كان يسير في الطريق ما بين خربة غزالة-درعا البلد، بالتزامن تقريباَ مع تقدمٍ لقوات النظام شرقي المحافظة، حيث زحفت مجموعاتٌ من مقاتليه نحو كتيبةٍ تقع في مناطق تماس بين النظام والمعارضة، قرب قريتي مسيكة وحران، شرق بلدة بصر الحرير.
ويترافق هذا مع استقدام النظام السوري لمزيدٍ من التعزيزات العسكرية، وخاصة لمناطق شرقي درعا، التي يبدو أن النظام سيبدأ هجوماً كبيراً فيها، في حال انطلقت العملية العسكرية التي يعدُ لها، وهي مناطق باتت تتعرض لقصفٍ مدفعي متقطع، وتتعرض لغارات الطيران الحربي.
وتقول فصائل الجيش السوري الحر في درعا، عبر بياناتٍ أصدرتها خلال اليومين الماضيين، إنها هيأت نفسها لكافة الخيارات، وذخّرت البنادق وسبطانات المدفعيات، تحسباً لبدء المعركة قريباً.
وفي آخر تصريحات قياديين من فصائل الجيش الحر هناك، قال القيادي في "جيش الثورة" عماد أبو زريق، إن "التزام فصائل الجنوب باتفاق جنوب غرب سورية والقبول بالتهدئة كان حقناً لدماء أبناء حوران(...) أما وإن النظام يحشد قواته ويستعد لمهاجمة قرانا وأهلنا فإننا سنكون بحلٍ من الاتفاق مع طلقة النظام الأولى، وليستعد هو ومن حشد من مليشيات للمفاجآت".
وكان المتحدث باسم "جيش الثورة" (الجيش الحر) أبو بكر حسن، قد قال لـ"العربي الجديد" إن "قوات الثورة في المنطقة الجنوبية ترصد تحركات في المنطقة الجنوبية تتمثل بتحريك بعض القطع العسكرية، ورفعنا الجاهزية وأعلنّا أننا جاهزون لرد عدوان مليشيات الأسد وإيران، و مستمرون بتأدية واجبنا بحماية أهلنا المدنيين في المنطقة الجنوبية".