قصر أموي في عمان

26 ابريل 2016
قصر أموي في عمان (Getty)
+ الخط -
ثمة، في المملكة الأردنية الهاشمية، قصور أموية شتّى، تشير إلى بدايات العمارة الإسلامية العربية. ساد الأمويون مدة واحد وتسعين عامًا، وضعوا خلالها أسس الدولة الإسلامية.
لئن كانت دمشق عاصمة الأمويين، فإن الدولة الأموية بلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة، هشام بن عبد الملك. الاتساع العمراني هذا، ألهم الشاعر اللبناني الراحل، سعيد عقل، كتابة هذين البيتين :"أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم / ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ/ أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم / ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ".

الاتساع يعني العمران والرخاء، وكذا كان، قصور ومساجد متناثرة في أرجاء الدولة الأموية، مازجة بين عناصر العمارة المحلية وتلك المتأثرة بحضارات أخرى. فالروم كانوا هنا قبل قليل. هم أسياد أقواس النصر والعواميد المتسلسلة والمدرجات الكبرى.
أمّا الأمويون، فسيبدأون العمران، بأمور أدنى إلى البساطة، بدلًا من الأقواس سنجد القباب، وسنجد التناظر كلّ مرة، وذاك الانفتاح صوب الباحة الداخلية. الباحة الداخلية من أجل النبات والأشجار، لعلّها هي التي بقيت في بال الشاعر، فاختار لها مجاز البستان.

آثار القصر الأموي في الصورة تدلّ على بساطة فائقة، شيء أولي، لا تعقيد فيه، إلا أن الكتب الأخيرة، التي اهتمّت بقصور الأمويين المنتشرة في بادية الشام، بينت ميلهم إلى الزخارف والفسيفساء. أمور تعكس حبّ الأمويين للترفيه، هم أصحاب مدنية وعمران.
ولأن القصور موغلة في القدم، فقد عمل الدهر عمله، لتبدو في أحايين كثيرة كالخرائب والأطلال، حيث العشب ينبت بين شقوق الأحجار، وفوق القباب أيضًا.

يشبه هذا القصر بشكله ومنظره قصرًا أمويًا آخر، هو قصر المشتى، الذي يعود بناؤه إلى عهد الأمير والشاعر الأموي، الوليد بن يزيد. كان المشتى مزدانًا بواجهة باذخة الجمال. وحين مرّ الأب اليسوعي، هنري لامنس، قربه في نهاية القرن التاسع عشر، ظنّه من قصور الغساسنة، ودوّن وصفًا دقيقًا له، نشر في مجلة "المشرق" الشهيرة.
الواجهة الشهيرة، صارت هدية. تّم تفكيكها، وانتقلت من المشرق إلى أوروبا عام 1903، أي قبل الحرب العظمى بثلاثة عشر عامًا. كان السلطان العثماني وقتها، عبد الحميد الثاني، واختار إهداء الواجهة للقيصر الألماني فيلهلم الثاني.
يقال إن الواجهة التي فككت، نقلت عن طريق سكة الحديد بغداد - برلين.

المساهمون