قد تصادف في حياتك العديد من الأشخاص ممن يخافون الماء، ويصابون بدوار البحر، ولكن هل سمعت يومًا عن شعب بأكمله، شكّل علاقة حميمة مع الماء ونادرًا ما يتركه، ويعاني أغلب أفراده من دوار اليابسة؟ حسنًا عليك أن تتعرف على شعب الباجاو إذًا.
يعيش شعب الباجاو في البحار المرجانية الزرقاء قبالة سواحل ماليزيا، ويعرفون بـ "غجر البحر" لأنهم قطعوا علاقتهم تقريبًا مع البر، واعتادوا عيش حياة بدوية في بيوت مقامة فوق سيقان خشبية في الماء، بعد هجرتهم من الفيليبين في الـ50 عامًا الماضية، هربًا من الصراع بين الجماعات الإسلامية والحكومة الفيليبينية، ومنعهم بعدها من العيش في الأراضي الماليزية.
وبنى شعب الباجاو مجتمعًا كاملًا بعيدًا عن الشاطئ، يولدون في البحر ويعيشون فيه كأسلافهم، ويعتمدون عليه بشكل كامل تقريبًا للبقاء على قيد الحياة، لا يعرفون النقود ويقايضون الأسماك والسلع الزراعية، كما يعلمون أطفالهم السباحة قبل المشي، وصيد السمك قبل الجبر أو العلوم، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
ولا يغادر شعب الباجاو البحر إلا نادرًا، للحصول على المواد الضرورية التي لا يمكن العثور عليها هناك، ومنحتهم إقامتهم الطويلة بعيدًا عن البر، مقدرات مميزة على الرؤية تحت الماء وحبس أنفاسهم لمدة تصل إلى 5 دقائق، إلا أنها بالمقابل جعلت معظمهم يصابون بما يعرف بدوار اليابسة، عندما يخرجون من المياه.
علاقة الباجاو مع المحيط عميقة لدرجة أنهم يعرفون الوقت من حركة المد والجزر، ويتميزون بالقدرة على صيد الحيوانات البحرية بكل سهولة، حتى أن بعضهم يستطيع الغوص على عمق يصل إلى 20 مترًا تحت الماء، من أجل الحصول على الغذاء.
يدين معظم شعب الباجاو بدين الإسلام، وفيه أقليات تعتنق المسيحية، ويعد التمسك بالدين أساسيًا لديهم، ومع ذلك لا توجد مساجد أو دور عبادة على الشواطئ القريبة من مكان سكن شعب الباجاو.