قرية طينية للنازحين بدلاً من الخيام في حلب

21 سبتمبر 2015
المرحلة الأولى تتضمن 52 وحدة سكنية (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأ مجلس محافظة حلب الحرة، بتنفيذ مشروع لبناء قرية مؤلفة من بيوت طينية في ريف المدينة الجنوبي، بدعم من عدد من منظمات المجتمع المدني، وبهدف تأمين سكن للنازحين بديلاً عن الخيام التي لا تقي من برد أو حر، في الوقت الذي ينتظر فيه النازحون في حلب مصيراً مجهولاً في فصل الشتاء.

ويوضح رئيس مجلس محافظة حلب الحرة بشير عليطو لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنفيذ المشروع الآن في مرحلته الأولى، التي تتضمن إنشاء 52 بيتاً أو وحدة سكنية، من أصل 200 وحدة يتضمنها المشروع الأول في الريف الجنوبي، تستوعب كل وحدة سكنية عائلة بعدد وسطي 7 أشخاص، من المتوقع الانتهاء من تنفيذه في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إذا لم تحدث مستجدات قاهرة أو ظروف جوية تؤخر التنفيذ".

كما يشير إلى أن الهدف من بناء بيوت طينية وليست أسمنتية، كونها ليست دائمة، ولا يمكن أن تتسبّب بأزمة التوطين الذي يغير ديموغرافية التوزع السكاني في البلاد، كما أنها أقل كلفة من البناء الإسمنتي وأسرع إنجازاً، إذ يحتاج البيت الطيني لعشرة أيام في الظروف الحالية، كما أن إزالتها لا يسبب أي تأثير سلبي على البيئة.

من الناحية الأمنية، يعد البيت الطيني أكثر أمناً، كونه لا يحتوي على كتلة سكانية كبيرة، ومواد البناء طينية ركامها لا يسبب التشظي القاتل، لأنه لا يحوي على كتل أسمنتية أو حديد، كما أنه خفيف الوزن.

ومن ناحية الخدمات، أكد المجلس أن المشروع يتضمن حفر بئر ارتوازي لتأمين مياه الشرب، مع شبكة توزيع مرتبطة بخزان وشبكة صرف صحي وشوارع، وسيتم توصيل كهرباء من الشبكة العامة مع مولدة احتياطية مع حديقة منزلية صغيرة لكل وحدة سكنية، وسيتم ضم نزلاء القرية إلى خطة دعم تنموي وإغاثي.
كما سيلحق بالقرية مدرسة ومسجد ومركز ثقافي ومدجنة، ومزرعة أبقار ومحلات تجارية.

وفي ظل وجود آلاف العائلات التي تعيش اليوم في الخيام في ريف حلب، يوضح عليطو أن توزيع الوحدات في المشروع الأول سيتم بإشرافهم بالتعاون مع المجالس الفرعية في المنطقة والناشطين، وفق معايير تراعي الحالة المادية للعائلة والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.



كما تم التفاهم مع الفصائل العسكرية، على ألا يكون لها أي دور في إدارة القرية الطينية وعلى تأمين المنطقة.




اقرأ أيضا: المعارضة السورية تستعد لتشغيل جامعة حلب

وفي هذا الإطار، يدرس المجلس إمكانية تنفيذ وبناء ثلاثة قرى طينية مشابهة، في ثلاثة مواقع أخرى قام بدراستها، وهي منطقة مطار أبو الظهور التي تم تحريرها مؤخراً، كون القرى المحيطة بالمطار مدمرة بالكامل، ومنطقة جزرايا في الريف الجنوبي الغربي، والتي تحوي على عدد كبير من النازحين، إضافة إلى منطقة الريف الشمالي لحلب والتي تعاني من كثافة نازحين كبيرة جدا بسبب قصف النظام ومحاصرتها من داعش التي تحاول اقتحامها من الجهة الشرقية.

يذكر أن ريف المدينة يشهد حتى اليوم حركة نزوح مستمرة، بسبب قصف النظام والاشتباكات مع داعش، فيما لا تزال الحدود السورية التركية مغلقة في وجه السوريين في الجانب السوري، حيث تعاني المجالس المحلية والجهات الإغاثية من صعوبة احتواء الأزمة وتأمين متطلبات النازحين في الوقت المناسب، بسبب ضعف إمكانياتها وتأخر الاستجابة من المنظمات الداعمة، مما يسبب معاناة كبيرة خاصة للمسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة والأطفال.

اقرأ أيضا: الهلال الأحمر السوري ينجد مرضى الكلى في حلب