مئة عام مرت على ثورة 1919 المصرية التي اندلعت صبيحة التاسع من آذار/ مارس. البداية كانت احتجاجات طلابية سببها المباشر اعتقال سعد زغلول من قبل السلطات البريطانية بينما كان في طريقه إلى المشاركة في مؤتمر باريس للسلام، بهدف مناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء.
قبضت قوات الانتداب على زغلول ونفته إلى مالطا مع رفاق له من زعماء حزب الوفد، فانطلقت الاحتجاجات وأسقط رصاص الاستعمار الشهداء والضحايا في عدة مدن مصرية كانت متأججة، وبشكل خاص القاهرة والإسكندرية وطنطا، ما دعا البريطانيين إلى الإفراج عن زغلول.
تغيرات كثيرة جلبتها ثورة 1919 للمصريين، بعد عدة سنوات من قيامها إذ ظلت مستمرة وتشتد وتخفت وهكذا حتى عام 1923، حيث أُلغيت الأحكام العرفية ووُضع الدستور وعاد زغلول من منفاه الثاني في جزيرة سيشيل.
بمناسبة مرور قرن على الثورة، تُقام عدة تظاهرات هذا العام في عدة مؤسسات أكاديمية في مصر وخارجها، من ذلك المؤتمر الذي تنظمه جامعة سواس البريطانية عند العاشرة من صباح الأربعاء، 27 من الشهر الجاري ويتواصل ليومين تحت عنوان "ثورة 1919: ولادة الأمة الحديثة".
يشارك في المؤتمر باحثون من جامعات مختلفة، وتناقش الجلسات عدة محاور، إذ تنطلق من محور "قرن بعد 1919: تأملات في السياسة المصرية"، ويتحدث فيها الأكاديمي نبيل فهمي عميد كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة بالجامعة الأميركية في القاهرة، إلى جانب الأكاديمي مجدي إسحاق حنا نائب رئيس الجمعية المصرية البريطانية.
من المحاور التي يناقشها اليوم الأول أيضاً "تأملات في حركة الاستقلال عام 1919"، والأقباط في ثورة 1919 - مشاركة استثنائية في الحياة السياسية المصرية"، وسرقة التاريخ الكبرى: الحرب العالمية الأولى ومقدمة للثورة"، و"استراتيجية وتكتيكات الاحتجاجات".
تتضمن جلسات اليوم الأول أيضاً مناقشات حول "ثورة التلغراف: انتشار الاحتجاج في الثورة المصرية عام 1919"، و"البريطانيون و1919: رد الفعل، الإصلاح، واستعادة النظام"، و"وزارة الخارجية والمفوضين الساميين والقوميين المصريين"، و"تأثير ثورة 1919 على العالم العربي في العهد ما بعد العثماني"
أما أوراق الخميس، فتناقش "دور المرأة في حركة الاستقلال"، و"الأمهات والأطباء وثورة 1919"، و"المرأة والنوع الاجتماعي في ثورة 1919 وما بعدها".
ومن أبرز محاور اليوم الثاني، مناقشة دور القومية والإسلاموية، وعلاقة ثورة الوفد بصعود جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب جلسة حول التاريخ الفكري لثورة 1919، وتأثيرها على المجتمع والأقليات والهويات والقوميات المصرية.
يناقش المؤتمر أيضاً أحد نجاحات الثورة الذي تحقق بعد سنوات، وهو الدستور المصري لعام 1923 ومستقبل التعليم الابتدائي في مصر، والفن كمحرر للمصريين، والثورة وتأثيرها على المائة عام القادمة.
من المشاركين بأوراق وأبحاث ومداخلات الأكاديميون والكتّاب منير فخري عبد النور، وخالد فهمي، وروجر هاردي، ونيل كيتشلي، ومحمد السيد، ومي درويش، ويوجين روغان، وجيمس وات، ونبيلة رمضاني، وحسين عمر، وأحمد المقدم، وأمنية النجار وآخرون.