قرارات لعام 2016

31 ديسمبر 2015
الواقع سوداوي ببعض مشحات الأمل (Getty)
+ الخط -

اليوم هو أول أيام السنة الجديدة. تشكل هذه الفترة من كل عام مناسبة للقيام بجردات شخصية ومهنية وغيرها. نقوم بوضع لوائح بالقرارات التي سوف نتخذها في العام الجديد، ونتشارك الأمر مع الأصدقاء. نفكّر بأبرز خمس قرارات سوف نقوم بتنفيذها. القرار السائد لدى الغالبية هو ربما البدء ببرنامج رياضي أو نظام صحي. قد ينحو البعض إلى وضع لائحة قرارات أكثر "إكزوتيك"، كالسفر إلى بلاد بعيدة، أو القيام بمغامرة خطرة مثلاً. نقوم بمراجعة أبرز الإخفاقات والنجاحات على الصعيد الشخصي، ونسعى إلى تحسين أو تصويب أو تغيير المسار.
هو في نهاية المطاف تمرين شخصي يساهم بتطورنا الذاتي، وإن لم تكن له نتيجة ملموسة.

في نقل هذه الجردة من الحيّز الشخصي إلى الحيّز العام، وفي مراجعة أبرز أحداث العام المنصرم على حيوات النساء أو أوضاعهن في لبنان والمنطقة العربية، نجد أن الواقع سوداوي ببعض مشحات الأمل. انقضى العام وهناك الكثير من النساء جائعات، مهجّرات، لاجئات، سبايا لدى داعش، ضحايا للعنف، فتيات ــ أمهات قاصرات، عاملات أجنبيات بلا أوراق ثبوتية، وأخريات تدّخل الأمن في لبنان (قبل أن يتراجع) بحياتهن الشخصية وشروط عدم ارتباطهن بأي علاقة.

مرّ العام ثقيلاً، حزيناً وغاضباً. حجم العنف والتعذيب والتجويع والقتل والتهجير، وتالياً الفساد في لبنان والمنطقة لم يسبق له مثيل. لم نحتفل بأي تقدم او مكتسب سياسي أو قانوني. كيف ذلك والحياة السياسية بأمها وأبيها مترنحة.
انقضى العام تاركاً خلفه آلاماً وغصات عديدة. انقضى وبقي خلفه الكثير من الصور والذكريات. كثيرها مؤلم. وبعضها يبعث على الفرح والفخر. نساء لبنان في الحراك الشعبي مثلاً. ونساء فلسطين في واجهة الانتفاضة الأخيرة. انتهى العام. واليوم عام آخر.

اليوم، هناك العديد من القرارات التي يتم اتخاذها. هناك امرأة ستضع ضمن أولويات قراراتها للعام المقبل أن تقول لا، ببساطة. ستترك علاقة ديناميتها العنيفة وتمشي دون الالتفات للخلف. في العام الجديد سيدرك أهل الفتاة أن تزويج ابنتهم هو أمر غير مقبول، وسيعمدون إلى تدبير منحة دراسية لها. في رمضان المقبل سيقرر مخرج مسلسل "باب الحارة"، التوقف عن إنتاج هذه السلسلة، وسيقدم تصريحاً يعتذر فيه من النساء جميعاً عن الصورة التي أظهرهن فيها كـ"حريم" على مدى تسع سنوات. في العام المقبل، سيقرر الرجل الذي لطالما انفجر غضباً وعنفاً في وجه زوجته، عدم استخدام حظوته الذكورية.

سيشكل العام الجديد فسحة أمل، فالواقع الحالي لا يمكن أن يستمر، إلا إذا كان هناك أدنى من الحضيض الذي وصلنا إليه.

(ناشطة نسوية)

اقرأ أيضاً: المباراة غير متكافئة
المساهمون