قراءة بدور حكومة "الوفاق" الفلسطينية خلال العدوان على غزة

31 اغسطس 2014
لم يتقاض موظفو غزة رواتبهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
اتفق سياسيون فلسطينيون على أن أداء حكومة "الوفاق الوطني" الفلسطيني كان "ضعيفاً" تجاه قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي، الذي بدأ في السابع من يوليو/تموز الماضي واستمر 51 يوماً.

غير أنّهم اختلفوا نسبياً حول أسباب "ضعف أداء الحكومة"، فحمّلت حركة "فتح" إسرائيل ونظيرتها الفلسطينية "حماس" المسؤولية عن ذلك. بينما قالت الأخيرة إن السبب يرجع لـ"الفيتو" الأميركي والإسرائيلي على قيام الحكومة بواجبها.

وذكر أحد الكاتب والمحلل السياسي حازم قاسم، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، أن "الخط السياسي لهذه الحكومة، يتعارض مع المقاومة المسلحة في غزة ويحاربها، ويتبنى التنسيق الأمني مع إسرائيل، لذلك وجدت هذه الحكومة نفسها معفية من التعامل مع القطاع".
ورأى أن أداء حكومة الوفاق كان "سلبياً"، فهي غابت بشكل كامل عن متابعة أحوال القطاع على المستوى الإغاثي والسياسي والمالي واكتفت بمواقف إعلامية عامة.

وقال قاسم لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة بقيت ملتزمة بالتحرك ضمن الإطار الذي تحدده لها الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وبقيت تتعامل مع الجهاز الإداري في غزة بالآلية نفسها، ما قبل المصالحة".

وأضاف "يبدو أن ارتباط حكومة التوافق بالاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال كان أقوى من قدرتها على التعاطي الإيجابي مع ملف القطاع وأن الخط السياسي لها، الذي يتبنّى موقف الرئيس محمود عباس، يتعارض مع المقاومة المسلّحة، بل يحاربها ويتبنّى التنسيق الأمني لذا وجدت نفسها معفية من التعامل مع غزة".
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة "فشلت تماماً" في التعامل مع غزة خلال الحرب ويجب عليها أن تغادر الساحة السياسية الفلسطينية.


ورأى القيادي في حركة "فتح"، يحيى رباح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه "بلا شك، كان أداء حكومة التوافق خلال فترة الحرب على غزة ضعيفاً، وهذا بسبب منع إسرائيل أعضاء الحكومة الذين يسكنون في الضفة من الذهاب إلى القطاع".

وأضاف رباح: "حين حاول أحد وزراء حكومة التوافق، وهو وزير الصحة جواد عواد، أن يذهب عن طريق مصر إلى غزة، تعرّض إلى معاملة سيئة من بعض أنصار حماس، على الرغم من أنه كان آتياً ومعه كمية كبيرة من الأدوية لمستشفيات غزة، وكان سيذهب بعد زيارته ليحضر من منظمة الصحة العالمية قرابة 40 مليون دولار، مساعدة لمستشفيات القطاع".

وأوضح أن "السلطة الفلسطينية، على الرغم من المعوقات الإسرائيلية، شكلت لجنة طوارئ مركزية كان لها أثر كبير جداً في تمرير المساعدات التي قدمها الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية والقدس المحتلة وداخل الخط الأخضر إلى القطاع". وجزم بأنّ "أداء الحكومة بقي ضعيفاً إجمالاً، لذلك كان العديد من الأمور يتم من طرف حركة حماس وحدها من دون الرجوع للحكومة".

في المقابل، وصف القيادي في حركة "حماس" يحيى موسى، في حديث لـ"العربي الجديد"، حكومة "الوفاق" بـ"المخيّبة للآمال"، مشيراً إلى أنه "منذ تشكيل هذه الحكومة كان ينتظر أهل غزة منها إنجازات تتعلّق بحل مشاكلهم أو التضامن معهم أو الوقوف إلى جانبهم، خصوصاً خلال الحرب الأخيرة، ولكنهم لم يجدوا أثراً لهذه الحكومة".

وأضاف موسى أن "غياب دور الحكومة أمر غير مبرر، لذلك نعتبر أن الحكومة تخلت عن مسؤولياتها وهناك قصور كبير في أدائها".

ويرى أن "الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى حكومة كفاءات، وإنما بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية، تكون قادرة على قيادة وأداء مهمات المرحلة المقبلة". وشدّد على أن "مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة رسخت ضرورة أن لا يتدخل أحد في الشأن الفلسطيني الداخلي، خصوصاً في ما يتعلق بالفيتو الأميركي والإسرائيلي، الذي يمنع الحكومة الحالية من أداء واجبها وتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع".


المساهمون