وفي مقال بعنوان "العقوبات الجديدة ستساعد ترامب في الانتصار على كارهي روسيا"، رأت صحيفة "فزغلياد"، أنّ العقوبات الجديدة بـ"ذريعة مفتعلة"، لها علاقة مباشرة بالسياسة الداخلية الأميركية وليس الخارجية.
واعتبرت الصحيفة، أنّه بفرض عقوبات جديدة، "لا يوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضربة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإنّما إلى القسم المعادي له من النخبة الأميركية، بعد أن أصبحت روسيا عاملاً في السياسة الداخلية الأميركية".
وأوضحت أنّ "ترامب يسعى لتحقيق فوز للجمهوريين بانتخابات الكونغرس، لأنّ تقدّم الديمقراطيين قد يسفر عن عملية بدء حجب الثقة عن الرئيس، مما يعني أنّ رهان الانتخابات سيكون مرتفعاً جداً، لتصبح في جوهرها استفتاء على الثقة بترامب"، على حد وصفها.
وذكّرت "فزغلياد"، بأنّ "خصوم ترامب جعلوا من روسيا، وتدخلها المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، أداتهم الرئيسية لمواجهته، ولذلك يسعى الرئيس لحرمانهم من ورقتهم القوية حتى لا يصدق الناخبون من ينعته بـ(دمية بوتين)".
وفي الوقت عينه، استبعدت الصحيفة أن يقدم ترامب على الإجراءات المنصوص عليها، في الحزمة الثانية من العقوبات التي قد تدخل حيز التنفيذ بعد 90 يوماً؛ مثل خفض التمثيل الدبلوماسي، ومنع رحلات الطيران الروسي "أيروفلوت" إلى الولايات المتحدة، "لأنّ ذلك سيكون بعد انتهاء الانتخابات".
من جهتها، تساءلت صحيفة "فيدوموستي"، في مقال بعنوان "لماذا يحتاج ترامب إلى عقوبات جديدة ضد روسيا؟"، عن علاقة فرض العقوبات بحملة انتخابات الكونغرس، ودوافع منح روسيا مهلة 90 يوماً لتقديم ضمانات بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية فيما بعد.
ونقلت الصحيفة عن مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف، قوله إنّ "مهلة الثلاثة أشهر ستنتهي بعد انتخابات التجديد النصفي، حين قد تتغير الأوضاع لصالح ترامب".
ورأى المحلل السياسي فلاديمير فرولوف، للصحيفة، أنّ "سيد البيت الأبيض يسعى لـ(اعتراض) مشروع قانون العقوبات الذي تقدّم به أعضاء بمجلس الشيوخ، لأنّ القرارات الصادرة من الرئاسة تترك له مجالاً للمناورة، على عكس القوانين".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت واشنطن عن فرض إجراءات عقابية جديدة بحق روسيا، على خلفية اتهامها بالوقوف وراء تسميم العميل المزدوج الروسي سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، بغاز "نوفيتشوك" في مدينة سالزبري ببريطانيا، في مارس/آذار الماضي.
وقد تشمل هذه العقوبات الجديدة، حظر رحلات "أيروفلوت" إلى الولايات المتحدة، ومنع جميع المصارف الأميركية من إقراض الحكومة الروسية، فضلاً عن حظر تزويد روسيا بأي معدات إلكترونية ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري).
وأثارت العقوبات الجديدة استياء الكرملين الذي أعلن على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، "تعارضها مع القانون الدولي"، مجدداً نفيه لضلوع روسيا في قضية تسميم سكريبال.
واليوم الجمعة، رأى رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أنّ فرض عقوبات جديدة سيكون بمثابة "إعلان حرب اقتصادية"، سيتطلّب "رداً بأساليب اقتصادية وسياسية، وغيرها عند الضرورة"، دون ذكر هذه الأساليب.