قتيلان في احتجاجات إيران وتحذيرات من التبعات

طهران

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
31 ديسمبر 2017
04C3E1C4-8D91-445D-AACA-F01D5A562A8A
+ الخط -

بينما تتواصل الاحتجاجات المندّدة بسياسات الحكومة في إيران، اعترفت السلطات بسقوط قتيلين، أمس السبت، لكّنها ألقت المسؤولية في ذلك على من وصفتهم بـ"المندسّين"، متوعّدة المتظاهرين مجدّداً بالقول إنّهم "سيدفعون الثمن".

وأفادت مواقع إيرانية، بأنّ محتجين خرجوا في مدينة كرمانشاه شمال غربي البلاد، اليوم الأحد، بينما قام البعض بقطع الطريق وحرق إطارات سيارات.

وواصل متظاهرون معارضون، منذ الخميس الماضي، احتجاجات رفعت فيها شعارات تندّد بسياسات الرئيس الإيراني حسن روحاني الاقتصادية، معترضة على غلاء الأسعار، ورفع أسعار المحروقات، فضلاً عن شعارات سياسية تندّد بتدخلات طهران الإقليمية، ولا سيما في سورية.

واعترفت السلطات الإيرانية بمقتل متظاهرين خلال صدامات وقعت، أمس السبت، في مدينة دورود غربي البلاد.

وكتب الحرس الثوري الإيراني، على تطبيق "تلغرام"، أنّ "أشخاصاً يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائياً على الأشخاص وضدّ المديرية".

وذكرت قناة "رجا نيوز" المقرّبة من الطيف المحافظ، على تطبيق "تلغرام"، أنّ "السلطات اعتقلت ثمانين شخصاً في منطقة آراك ممن شاركوا في أعمال شغب، ليل أمس السبت، ولم يتمكنوا من الدخول إلى مؤسسات حكومية كانوا ينوون اقتحامها"، على حدّ وصفها.

وفرّقت قوات الأمن الإيرانية، أمس السبت، تظاهرة مضادة خرجت عقب مسيرات أخرى ضد المعارضة في ذكرى إنهاء "الحركة الخضراء"، التي وقعت أحداثها في 30 ديسمبر/ كانون الأول عام 2009، وقامت بإغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الثورة الذي تقع فيه جامعة طهران، فضلاً عن محطتي مترو.

وذكرت وكالة "فارس"، المحسوبة على التيار المحافظ، أنّ "محتجين بالعشرات خرجوا أمام جامعة طهران، الواقعة في شارع الثورة في العاصمة، أمس السبت، مردّدين شعارات لا ترتبط أساساً بالوضع المعيشي"، حسب تعبيرها.

وأكدت "فارس" أنّ "من بين هذه الشعارات ما يندد بروسيا، وبدعم إيران لغزة ولبنان"، مضيفة أنّ قوات الأمن قامت بتفريق المشاركين هناك، قائلة إنّ "هؤلاء لم يستمعوا للتحذيرات المتعلّقة بعدم السماح بتحويل المطالب الشعبية إلى مؤامرة سياسية تستهدف البلاد".
ونشرت مواقع رسمية محافظة، بغالبيتها، صوراً لمناطق من شارع الثورة في طهران، وقالت إنّ المحتجين ارتكبوا "أعمالًا تخريبية"، على حدّ وصفها.

وألقت الشرطة الإيرانية، القبض على 52 شخصاً في احتجاجات يوم الخميس، في مدينة مشهد، كما فرّقت، الجمعة، المظاهرات المناهضة للحكومة، في مدينة كرمانشاه غربي البلاد. 

وشهد عام 2009 في إيران، احتجاجات شوارع استمرت ثمانية أشهر، عندما أثارت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، جدلاً واسعاً حيث قال أنصار "الحركة الخضراء" إنّ الانتخابات جرى تزويرها، بينما فرضت السلطات، الإقامة الجبرية على عدد من رموزها ومنهم مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.

فرّقت الشرطة عشرات المتظاهرين أمام جامعة طهران (فرانس برس) الس




السلطات تتوعّد المتظاهرين مجدّداً

واليوم الأحد، جدّد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، تحذيراته من أنّ الحكومة ستتصدّى "لمن يستخدمون العنف ويثيرون الفوضى".

وقال رحماني فضلي، للتلفزيون الرسمي، إنّ "الذين يخرّبون الأملاك العامة ويثيرون الفوضى ويتصرّفون بشكل مخالف للقانون، سيُحاسبون على أفعالهم ويدفعون الثمن"، متوعّداً بالقول "سنتصدّى للعنف وللذين يثيرون الخوف والرعب".

ودافع وزير الداخلية عن حكومة روحاني، قائلاً إنّها "حلّت 95% من المشكلات المرتبطة بالمؤسسات التي أخذت أموالاً من المواطنين لتنفيذ مشاريع استثمارية لم تنجح فيها"، مضيفاً أنّ "الحكومة ستقوم بتنظيم عمل هذه المؤسسات، لكن على الجهات المسؤولة عنها في زمن سابق أن تقدّم مبرّراتها لما حدث".

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي، أنّ هذه اللجنة ستعقد اجتماعاً طارئاً، اليوم الأحد، لبحث مستجدات الاحتجاجات.

في المقابل، لم يعلّق المرشد الأعلى علي خامنئي أو روحاني علناً على التظاهرات حتى الآن.

رحماني فضلي عن المتظاهرين: سيدفعون الثمن (فاطمة بهرامي/الأناضول) 


وفي تصريحات لافتة، نقلتها قناة "مرصاد نيوز" على تطبيق "تلغرام"، قال الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، خلال اجتماع عقده مع أعضاء مؤسسة "باران"، إنّ "ما يحدث اليوم يعني احتجاجاً على الإصلاحيين أنفسهم".

وقال إنّ "منْ اقترعوا لصالح الحكومة والرئيس الحالي، وشاركوا في الانتخابات التشريعية ومجالس المدن، يحتجون اليوم على غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم، وهذا في الحقيقة يعني احتجاجاً على الإصلاحيين".

وأكد خاتمي، أنّه نقل لروحاني "أكثر من مرة ضرورة، ألا يتعامل مع ملف المطالبات الشعبية الاقتصادية بطريقة سياسية، وأن يبتعد عن تسييس الملف"، معتبراً أنّ "الظروف الراهنة تختلف عن تلك التي كانت في عهد ما قبل روحاني".

ورأى خاتمي، أنّ "احتجاجات الشارع الآن لن تصب لصالح الإصلاحيين، فلو عادت العقوبات لسابق عهدها، أو بحال زاد الضغط الأميركي على إيران، فسيطلب الشارع الإيراني حصول تغييرات في تركيبة البرلمان والحكومة"، في إشارة لاحتمال خسارة المعتدلين والإصلاحيين أمام المحافظين بسبب ما يحدث.


موقف ترامب


من جهة أخرى، قال مستشار رئيس البرلمان حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، وفق ما أوردت مواقع إيرانية إنّه "على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ألا يعوّل كثيراً على ما يحدث، فمن يرتكبون أعمال الشغب ليسوا نفسهم من يردّدون شعارات اقتصادية معيشية، والإيرانيون يفضلون نظاماً إسلامياً على حكم مزور وإرهابي من البيت الأبيض"، بحسب وصفه.
وكان ترامب، علّق مجدداً، أمس السبت، على التظاهرات في إيران، قائلاً إنّ شعب هذا البلد يريد التغيير، ومؤكداً، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "الانظمة القمعية لا يمكن أن تستمرّ إلى الأبد".

وللمرة الأولى، تطرّق التلفزيون الرسمي، أمس السبت، إلى الاحتجاجات الاجتماعية عارضاً مشاهد منها، ومعتبراً أنّه من الضروري الاستماع إلى "المطالب المشروعة" للسكان. لكنّه ندد في الوقت نفسه، بوسائل الإعلام والمجموعات "المعادية للثورة" المتمركزة في الخارج، والتي تحاول استغلال هذه التجمعات، بحسب رأيه.

وساد جدل، أمس السبت، بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، بعد نشر صور تظهر إحراق العلم الإيراني خلال احتجاجات، أمس السبت.

وأغلق تطبيق "تلغرام" الذي يتابعه نحو 25 مليون إيراني، قناة "أمدنيوز" المعارضة، من قبل إدارة التطبيق الروسية، احتجاجاً على تعليم أعضائها كيفية تحضير قنابل مولوتوف.

وذكرت مواقع إيرانية أنّ مدير قناة أخرى دعا لاحتجاجات في منطقة رباط كريم في ضواحي طهران، سيُلقى القبض عليه قريباً، بعد التعرّف على شخصيته. وأُعيد الإنترنت إلى الهواتف النقالة، ليل السبت، بعد قطعه مساء.

 

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران/13 فبراير 2021(Getty)

سياسة

اغتيل رئيس جهاز المباحث في قضاء خاش، حسين بيري، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين، وقد تبنت ذلك جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة.
الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.