أوائل شهر يونيو/حزيران الجاري، امتلأت الشوارع المحيطة بمبنى الكونغرس الأرجنتيني في العاصمة بوينس آيرس بنحو 300 ألف امرأة ورجل وطفل، لبوا نداء حملة ذهبت أبعد من المتوقع في المطالبة بوقف العنف ضد النساء.
يشير موقع "لاتين كوريسبندنت" إلى أنّ منظمة "ني أونا مينوس (لا أحد أقل)" التي تقف خلف التجمع، بدأت العام الماضي كحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحث المشاركون فيها الكثير من المشاهير على التقاط صور يحملون فيها شعار الحملة السلمي ونشرها، لتتوج في النهاية بهذا التجمع الكبير.
بدأت الحملة عملها في أعقاب ارتفاع نسبة جرائم القتل المرتكبة ضد النساء في الأرجنتين، وخصوصاً بعد جريمة قتل المراهقة تشيارا باييز (14 عاماً)، التي ضربها صديقها حتى الموت بعد أن اكتشف نيتها الاحتفاظ بالجنين الذي حملت به منه قبل ذلك بثلاثة أشهر. وكذلك جريمة قتل ماري أوجينا لانزيتي (44 عاماً) معلمة الحضانة، التي نحرها زوجها من حنجرتها أمام تلاميذها الصغار.
وتشير إحصاءات جمعتها منظمة المجتمع المدني الأرجنتينية "لا كازا ديل إنكوينترو" إلى أنّ امرأة واحدة تُقتل كلّ 30 ساعة في الأرجنتين. وهو ما يجعل الأرجنتين خامس بلد في أميركا اللاتينية (الجنوبية والوسطى) في معدل قتل النساء. وهي القائمة التي تتصدرها المكسيك تليها غواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان، وكل هذه الدول من أميركا الوسطى، ما يعني أنّ الأرجنتين هي الأولى في قتل النساء على مستوى أميركا الجنوبية.
ومع تزايد تسليط الضوء على مثل هذه الحوادث إعلامياً، تأسست "ني اونا مينوس" من خلال تجمع عدد كبير من المفكرين، والفنانين، والناشطين، والصحافيين. وتسعى المنظمة إلى تحقيق 5 أهداف رئيسة هي:
- تنفيذ "الخطة الوطنية للتحرك تجاه العنف القائم على الجنس" التي أقرت عام 2009، ورصد المخالفات بشأنها.
- تمكين الضحايا من الحصول على محامين، وتسهيل سعيهم إلى العدالة.
- تأسيس جهاز رصد وإحصاء مهمته تقديم أرقام رسمية حول العنف القائم على الجنس.
- ضمان تقديم الثقافة الجنسية في المناهج الدراسية في كلّ مدارس البلاد.
- ضمان تلقي الضحايا حماية كافية.
الأهداف العريضة هذه، مع غيرها من الشعارات، رُفعت في التحرك الأخير الذي لن تتوقف الحملة عنده بحسب المنظمين. وعن ذلك تقول المشاركة في التنظيم ناتاشا أورمان: "هي مجرد خطوة أولى سيتبعها الكثير. لكنّها خطوة إيجابية للغاية مع تفاعل الناس من مختلف الشرائح والأعراق مع مطالبنا ومشاركتهم معنا ميدانياً وإلكترونياً".
اقرأ أيضاً: سيدات لبنان يصرخن: للصبر حدود