قتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري، مساء أمس الجمعة، جراء هجوم مباغت من "الجيش السوري الحر" على موقع لهم في ريف حماة الشمالي الغربي، في حين طالب قائد "حركة أحرار الشام" فصائل المعارضة السورية المسلحة بالاستعداد لمعركة قادمة مع النظام.
وقالت مصادر من المنطقة لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من "الجيش السوري الحر" تسللت إلى موقع لقوات النظام بالقرب من مدينة حلفايا واشتبكت مع مجموعة من قواته، ما أسفر عن مقتل ستة من عناصر مليشيا "اللواء الثاني" التابع لـ"الفيلق الخامس" وجرح آخرين.
وأوضحت المصادر أن العملية قد تكون جاءت ردا على قيام النظام ليل الخميس الجمعة الماضي بالهجوم على موقع لـ"جيش العزة" في محور الزلاقيات المواجه لمدينة حلفايا، موضحة أن القتلى والجرحى تم نقلهم إلى مستشفى مدينة محردة القريبة قبل نقلهم إلى مستشفى مدينة حماة.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام في مدينة محردة بريف حماة، أن مواقع الفيلق الخامس التابعة للنظام في محوري زلين والزلاقيات وحلفايا تعرضت لهجوم عقب ساعات من عملية الهجوم على "جيش العزة".
من جانبها زعمت "وكالة إباء" التابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام"، أن فرقة من التنظيم هاجمت النظام في قرية الترابيع شمال حماة، وقتلت ما يقارب عشرين عنصرا من قوات النظام.
ويشار إلى أن المنطقة التي وقعت فيها الهجمات تعتبر ضمن المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها عقب اتفاق "سوتشي" بين تركيا وروسيا، والذي تم التوصل إليه في سبتمبر/ أيلول الماضي.
بدوره، قال قائد "حركة أحرار الشام" جابر علي باشا في بيان نشره على قناة تيليغرام تعليقا على هجوم النظام على "جيش العزة": "إن هذه الحادثة لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا النظام لا يحترم عهدا ولا يلتزم باتفاق وأن الغدر سجية متأصلة فيه وأنه لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح والمعارك".
وأضاف "عهدا علينا أن لا تمر هذه الجريمة دون رد وأن نثأر لدماء الشهداء وأن نبقى على دربهم في قتال الطاغية وأعوانه. إن واجب الوقت بحق الفصائل توجيه كافة الجهود إلى الاستعداد للمعركة مع النظام المجرم والتي دلت حادثة الهجوم على نقاط جيش العزة أمس على أنها آتية لا محالة، فالنظام صرح قولا ودلت تصرفاته فعلا على أنه غير جاد بالالتزام بالاتفاق الأخير وأنه يعد الاتفاق مؤقتا وسيسعى لإفشاله وهذا يتطلب من الجميع الإعداد أيما إعداد لمعركة فاصلة مرتقبة طال وقتها أو قصر".
وأردف "وعلى الجميع سلوك كل السبل التي من شأنها تهدئة الساحة واستقرارها داخليا واستشعار خطورة المرحلة القادمة والنظر بمنظار المصلحة العامة لا مصلحة الفصيل الضيقة التي قد تجعل البعض يخاطر بالساحة لأجلها فإن ذلك أدعى إلى التفرغ للجبهات وبذل أقصى الطاقات فيها فلن نحمي أرضنا ولن نصون ثورتنا ونحقق أهدافها إلا بسلاحنا بعد توفيق الله لنا".
وتقوم قوات النظام والمليشيات الموالية لها بخرق اتفاق "سوتشي" بشكل شبه يومي، وأسفرت تلك الخروقات مؤخرا عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين.