وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إن تلعفر تشهد، منذ يومين، قصفا مكثفا طاول جميع الأحياء داخل المدينة بمختلف الصواريخ والأسلحة التي تمتلكها "الحشد الشعبي"، والتي تشارك معظم فصائلها في العملية العسكرية الجارية منذ أكثر من أسبوعين للسيطرة على المدينة والقرى والمناطق المحيطة بها.
وأوضح أن "الأحياء التي شملها القصف المكثف للمليشيات هي السراي، وقنبر دره، والبواري، وسعد، إذ تشهد، منذ صباح أمس، عمليات قصف بالصواريخ والقنابل محلية الصنع، ومدافع الهاون".
وأضاف أن "طائرات سوخوي وأخرى مروحية تابعة للقوات الجوية العراقية نفذت غارات متواصلة على تلعفر، بالتزامن مع اقتراب مليشيات الحشد الشعبي من المناطق القريبة من المدينة، وإعلان سيطرتها على المطار العسكري شرق المدينة".
وأكد سكان محليون من الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن قصف مليشيات "الحشد" أدى إلى مقتل 30 شخصا على الأقل، وجرح 50 آخرين، إذ قضت عائلة بكاملها في حي القلعة عندما قصفت طائرات عراقية منزلهم وحولته إلى ركام فوق رؤوسهم".
وأفادت مصادر طبية بأن المدينة تعاني من نقص الإمكانات الطبية، بسبب الحصار العسكري المفروض عليها من قبل المليشيات، إذ لا توجد مستشفيات قادرة على التعامل مع الإصابات التي يتعرض لها المدنيون.
وعلى الرغم من تأكيدات المصادر المحلية أن ضحايا القصف على مدينة تلعفر هم من المدنيين، أشارت مصادر أمنية عسكرية عراقية إلى مقتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" بضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية العراقية في تلعفر والنواحي التابعة لها غرب الموصل.
وقالت خلية الإعلام الحربي، المتحدثة باسم قيادة العمليات المشتركة، إن 28 عنصرا من التنظيم لقوا مصرعهم، بينهم قياديون ومسؤولون، في غارات جوية على قضاءي البعاج وتلعفر وناحية العياضية. وأشارت إلى أن "الغارات استهدفت أوكار وسيارات التنظيم في تلك المناطق"، مبينة أن "الضربات الجوية نفذت بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات والتحقيقات، وأسفرت عن تدمير 22 مدفع هاون، وحرق 4 سيارات تعود لداعش في المناطق المذكورة".
وفي السياق، أعلنت خلية الإعلام الحربي المتحدثة باسم قيادة العمليات المشتركة أن "قطعات الحشد الشعبي تمكنت من تطويق مطار تلعفر وتقوم بعملية التطهير داخل المطار"، مشيرة إلى أن مسلحيها تمكنوا من "مسك الطريق الرابط بين تقاطع الحضر وتقاطع عداية، ومن تقاطع عداية إلى مطار تلعفر، كما تم عزل منطقة المطار عن مركز مدينة تلعفر".
وتقع تلعفر على مسافة أربعين كيلومترا غرب مدينة الموصل، وكان يقطنها حوالي 15 ألف شخص من العرب والتركمان، قبل اجتياح التنظيم للمدينة وسيطرته عليها منذ يونيو/حزيران عام 2014.
وأثيرت الكثير من المخاوف حول مشاركة مليشيات "الحشد" في العمليات العسكرية الهادفة للسيطرة على تلعفر، نظرا للتنوع الطائفي والقومي الذي تتصف به المدينة.