وأعلنت مديرية صحة السويداء، أنّ عدد الضحايا "المدنيين" جراء الهجوم الإرهابي بلغ 38، فيما ترجّح المعلومات أن يرتفع العدد جراء سقوط عدة جرحى.
وقالت مصادر محلية في السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانفجار الأول وقع في سوق مدينة السويداء الرئيسي، فيما وقع الثاني عند دوار المشنقة في المدينة، والثالث عند دوار النجمة".
وأوضحت المصادر أنّ "عبوة ناسفة انفجرت، عند الساعة الخامسة من فجر اليوم (توقيت محلي) في سوق السويداء بالقرب من تجمع لباعة خضار، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص".
وتابعت المصادر، "بعد عشر دقائق، وقع انفجار ثانٍ، على بعد حوالي 200 متر عند دوار المشنقة عندما فجر انتحاري نفسه، ما دفع بسكّان من الحي لملاحقة ثلاثة انتحاريين آخرين، كانوا يعدّون لتفجير أنفسهم في شارع جنوب دوار النجمة، إلّا أنّ انتحارياً فجّر نفسه فقتل الانتحاريين اللذين كانا برفقته، وشاباً حاول التصدي لهم".
ولم يتمكّن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، من تحديد عدد قتلى التفجيرات من المدنيين ومن مقاتلي قوات النظام، مشيراً إلى إصابة أكثر من 30 بجروح.
وقال مديره رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، إنّ "ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، فيما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى في ريفها الشمالي الشرقي قبل أن يشنّ تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً ضدها".
من جهتها، قالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، في حسابها على "تليغرام"، اليوم الأربعاء، بحسب ما نقلت "رويترز"، إنّ هجوماً انتحارياً في مدينة السويداء السورية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وذكرت الوكالة أنّ السلطات قتلت اثنين من المهاجمين الانتحاريين "قبل تفجير نفسيهما".
ولفتت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الهجمات الانتحارية على السويداء، تزامنت مع هجوم عسكري واسع شنّه تنظيم "داعش" على الريف الشرقي للمدينة، حيث تتمركز عناصره هناك.
وأشارت المصادر إلى أنّ عناصر "داعش" هاجموا حواجز قوات النظام السوري المتمركزة في قرى: دوما والسويمرة وحزم المتونة ولاهثة شرقي السويداء، ما أسفر عن مقتل مدنيين من أهالي القرى.
كما شنّ التنظيم هجوماً آخر على بلدات الشريحي والشبكة والغيضة وحمايل شمال شرقي السويداء، تبعته معارك عنيفة مع قوات النظام.
وحمّلت المصادر، النظام السوري المسؤولية عمّا جرى في السويداء، مشيرة إلى أنّ " النظام هو من أمّن تمركز عناصر تنظيم داعش قرب مدينة السويداء، حيث أخرج النظام عناصر التنظيم من جنوبي دمشق قبل أشهر بالحافلات، ونقلهم إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي".
وتشنّ قوات النظام السوري، منذ 19 يونيو/حزيران الماضي، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا جنوبي سورية، انضمّت إليها حليفتها روسيا، وحققت بفضلها تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة، وأجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.
وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز 2017، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.
(العربي الجديد)