ويواصل نحو 22 ألف جندي من القوات العراقية المشتركة الهجوم على أحياء الساحل الشرقي لمدينة الموصل، تحت مظلة واسعة من طيران التحالف الدولي، في محاولة جديدة للوصول إلى ضفاف نهر دجلة الذي بات على بعد مرمى حجر منها، وفقاً لما أكدته مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد".
وشهد، اليوم الخميس، معارك عنيفة في أحياء القوسيات والعربي والغابات ومنطقة القصور الرئاسية في الموصل، تزامناً مع قصف عنيف شنته مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وسجّلت مصادر طبية عراقية في الموصل، مقتل 34 مدنياً، بينهم 21 طفلاً وامرأة، جراء القصف الجوي والصاروخي.
وقال طبيب بمستشفى داخل الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تسعة قتلى فقط وصلوا إلى المستشفى فيما لا يزال الآخرون تحت الأنقاض حيث قضوا بالقصف الجوي والصاروخي والاشتباكات التي جرت فجر اليوم، وليلة الأربعاء".
وأكدت مصادر محلية وأقرباء للقتلى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القتلى قضوا داخل منازلهم في مناطق العربي والقوسيات والتلة الأثرية، حيث تجري أعنف المعارك هناك منذ يومين".
وقال ضابط بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش نفذ ثلاث عمليات انتحارية على قواتنا أوقعت قتلى وجرحى"، موضحاً أنّ "محاولات التقدّم اصطدمت بكثافة الألغام التي وضعها التنظيم في طريق القوات، فضلاً عن العمليات الانتحارية والقناصة"، مؤكداً تواجد نحو 40 ألف مدني في تلك الأحياء، "ما زاد من صعوبة استخدام الأسلحة الثقيلة"، وفق قوله.
وأكدت مصادر أخرى في "جهاز مكافحة الإرهاب" العراقي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "غالبية عناصر داعش انسحبوا وباتوا في منطقة محصورة لا خيار لهم فيها سوى القتال، حيث يحول تدمير الجسور دون انتقالهم إلى الضفة الثانية من نهر دجلة".
وقدّرت المصادر عدد العناصر بالمئات وغالبيتهم عراقيون، انسحبوا من الأحياء التي تمت مهاجمتها في اليومين الماضيين، مشيرة إلى أنّهم يعيدون ترتيب صفوفهم في 6 مناطق بالساحل الشرقي.
وفي السياق، قال العميد في قيادة عمليات الجيش في الموصل حسين العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخطة العسكرية تقضي بدخول تلك الأحياء خلال أسبوع واحد، وهو ما يمكن تحقيقه حالياً"، مضيفاً أنّ "الكثافة العددية للقوات المهاجمة والغطاء الجوي كفيل بإحراز هذا الهدف".
في الأثناء، أكدت مصادر عسكرية عراقية في بغداد، اليوم الخميس، وصول ثلاثة جسور أميركية عائمة إلى الموصل، بهدف نصبها على نهر دجلة للعبور إلى الضفة الثانية، ضمن مرحلة استعادة الساحل الغربي للمدينة.
واستقدم الجيش الأميركي قطع الجسور من الكويت مع وحده هندسية ستتولى عملية نصب الجسور، حالما يتم الانتهاء من استعادة الساحل الأيسر للموصل، وفقاً للمصادر، متوقعة أن يتم نصب تلك الجسور، مع نهاية يناير/كانون الثاني الجاري.